التوجه شرقاً | صحيفة الوطن

سجلت مملكة البحرين حضوراً كبيراً في حدثين على درجة كبيرة من الأهمية الاقتصادية على مستوى قارة آسيا والعالم، هما منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي 2025، والاجتماع السنوي للأبطال الجدد2025 New Champions المعروف بـ«دافوس الصيفي» في مدينة تيانجين الصينية.
هذا الحضور مهم جداً لتنويع الشراكات الاقتصادية الدولية لمملكة البحرين، وتبرز العلاقات مع روسيا والصين كمحور مهم في هذا التوجه، نظراً لما تمثله هاتان الدولتان من ثقل اقتصادي وسياسي عالمي، حيث تعكس العلاقات الاقتصادية بين البحرين، وكل من الصين وروسيا حرص المملكة على تنويع مصادر الشراكة الاقتصادية والاستفادة من الفرص التي توفرها الأسواق الكبرى في آسيا، ومن خلال تعزيز التبادل التجاري، وتوسيع الاستثمارات، وتطوير العلاقات الاستراتيجية، يمكن لهذه العلاقات أن تشكّل رافداً مهماً لنمو الاقتصاد البحريني في السنوات القادمة.
بالنسبة للصين، فهي من أبرز الشركاء التجاريين للبحرين في آسيا، حيث تستورد الصين من البحرين الألمنيوم والمنتجات النفطية، وتُصدّر إليها الأجهزة الإلكترونية، المعدات الصناعية، والمنسوجات، وتشهد العلاقات التجارية المتبادلة نمواً متسارعاً في عدة مجالات، أبرزها التجارة، الاستثمار، والبنية التحتية.
كما تشارك الصين عبر شركاتها الكبرى في مشاريع تطوير البنية التحتية في البحرين، مثل تطوير الموانئ والمناطق الصناعية، وقد انضمت مملكة البحرين رسمياً إلى مبادرة الحزام والطريق، وتعتبر البحرين جزءاً من المبادرة الصينية، وقد وقعت اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع الصين لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري في إطار المبادرة، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، والتصنيع، والخدمات المالية، وذلك في مؤشر واضح على رغبة البلدين في تعزيز التعاون الاستراتيجي طويل الأمد.
أما روسيا، فتشهد العلاقات الاقتصادية معها تطوراً تدريجياً، تتركز أساساً في مجالات الطاقة، الزراعة، والبتروكيماويات. وتوجد فرص واعدة للتعاون في قطاع السياحة والتعليم والتمويل الإسلامي، حيث أبدت موسكو اهتماماً بالاستفادة من خبرة البحرين في هذا القطاع.
وترتبط البحرين وروسيا بعدد من مذكرات التفاهم بين البلدين على المستوى الحكومي، وعلى مستوى غرف التجارة ورجال الأعمال، مما يُمهد لمرحلة أعمق من العلاقات الاستثمارية، خصوصاً في ظل التوجه الروسي نحو توسيع شراكاتها مع دول الخليج.
في الواقع، تُعد الصين وروسيا من أبرز القوى الاقتصادية التي تشكل محوراً مهماً في هيكل الاقتصاد العالمي المعاصر، كلٌ منهما بطريقته وتأثيره الخاص، ويمثل البلدان قوتين لا يمكن تجاهلهما في النظام الاقتصادي العالمي.
فبينما تقود الصين النمو والتكنولوجيا والتجارة، تمثل روسيا عمقًا استراتيجيًا في الطاقة والموارد. وتكمن أهميتهما في تأثيرهما على الاستقرار، أسعار السلع، والتحولات الجيوسياسية القادمة.
والقطاع الخاص في البحرين الآن؛ شركات وأفراد؛ مدعو للمبادرة إلى إجراء دراسة معمقة لمخرجات هذه المشاركات الاقتصادية الدولية رفيعة المستوى لمملكة البحرين في روسيا والصين، واستكشاف الفرص الناشئة، والاستفادة من الزخم السياسي والإعلامي الكبير لهذه المشاركات في تنفيذ مشروعات اقتصادية تعود بالربح والفائدة والخير على الجميع.