عزلة وكوابيس وخوف مستمر.. علامات وأسباب اضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية معقدة قد تصيب الإنسان بعد تعرضه لموقف عنيف أو صادم، كالتعرض لحادث خطير، أو فقدان شخص عزيز، أو المرور بتجربة حرب أو عنف، ويتسلل هذا الاضطراب إلى النفس بهدوء، لكنه يترك أثرًا عميقًا يصعب تجاهله.
علامات اضطراب ما بعد الصدمة
تبدأ أعراض هذا الاضطراب بالظهور على هيئة استرجاع مفاجئ للحدث، أو كوابيس متكررة تتعلق بالحادثة الأصلية، كذلك يشعر المصاب بفرط تيقظ دائم، مع صعوبة في التركيز واضطرابات في النوم، وقد تتطور الحالة إلى تجنب كل ما يذكر بالحادثة، من أماكن أو أشخاص، مما يعمق مشاعر العزلة والخوف المستمر.
أسباب الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة
تتنوع الأسباب، لكنها غالبًا ترتبط بالتعرض لحدث صادم يتجاوز قدرة الشخص على التحمل، وتشمل هذه الأسباب: التعرض لحوادث الطرق أو الكوارث الطبيعية، والاعتداءات الجسدية أو النفسية، سواء في الطفولة أو لاحقًا، وخبرات الحروب أو فقدان مفاجئ لأحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين، بالإضافة إلى مشاهد العنف المفرط أو الكوارث التي يصعب نسيانها.
كيفية التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة
التعامل مع هذا الاضطراب يتطلب تدخلًا نفسيًا متخصصًا، ويشمل: العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد الشخص على إعادة بناء علاقته مع الذاكرة المؤلمة بطريقة صحية، نشرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي APA دراسة توضح أن العلاج السلوكي المعرفي يقلل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بنسبة تصل إلى 60% خلال ستة أشهر.
كما يعد أيضًا العلاج بالتعرض وسيلة فعالة، حيث يتم تدريب الشخص على مواجهة ذكرياته تدريجيًا لتخفيف حساسيتها، إلى جانب الدعم الأسري والاجتماعي، إذ يمثل وجود شبكة داعمة من الأصدقاء والعائلة حجر أساس في رحلة التعافي.