اعرف آلية عمل لقاح شلل الأطفال.. ما الفرق بين الفموي والعضلي؟

لقاح شلل الأطفال الفموي من أهم الوسائل التي ساهمت في تقليل انتشار هذا المرض الخطير حول العالم، وهو لقاح يتم إعطاؤه عن طريق الفم وليس عبر الحقن، ويتميز بسهولة استخدامه وإمكانية تقديمه للأطفال في سن مبكرة دون الحاجة إلى معدات طبية معقدة، مما جعله الخيار الأول في حملات التطعيم الجماعية، خاصة في الدول النامية والمناطق التي تعاني من ضعف في البنية التحتية الصحية.
آلية عمل اللقاح داخل الجسم
عند تناول الطفل للقاح شلل الأطفال الفموي، يحتوي هذا اللقاح على فيروسات موهنة، أي ضعيفة وغير قادرة على التسبب في المرض لكنها تظل قادرة على تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج الأجسام المضادة، هذه الأجسام المضادة تظل في الجسم لفترة طويلة، مما يساعد على حماية الطفل من الإصابة بالفيروس إذا تعرض له في المستقبل، كما أن اللقاح يحفز مناعة محلية في الأمعاء، وهي أول نقطة يتكاثر فيها فيروس شلل الأطفال مما يقلل من احتمالية انتشار الفيروس.
الفرق بين اللقاح الفموي واللقاح العضلي
هناك نوعان من لقاحات شلل الأطفال، أحدهما فموي والآخر يعطى عن طريق الحقن، واللقاح الفموي يستخدم في نطاق أوسع لما له من قدرة على إيقاف انتشار الفيروس داخل المجتمع، إذ أن الطفل الذي يحصل على هذا اللقاح يمكن أن يطرح الفيروس الموهن مع البراز، مما يعرّض المحيطين به بشكل غير مباشر له ويمنحهم مناعة مكتسبة، بينما اللقاح العضلي يحتوي على فيروس ميت، ويعد أكثر أمانًا من حيث عدم حدوث طفرات فيروسية، لكنه لا يمنح المناعة المجتمعية بنفس القوة.
فعالية اللقاح وسلامته
لقاح شلل الأطفال الفموي أثبت فعاليته في القضاء على الفيروس في العديد من البلدان، وبفضله أعلنت منظمة الصحة العالمية خلو عدة مناطق من المرض، أما عن سلامته فقد كانت هناك حالات نادرة جدًا سجلت فيها إصابات ناتجة عن تحور الفيروس الموجود في اللقاح، لكنها تظل نادرة مقارنة بالفوائد الكبيرة التي حققها هذا النوع من التطعيم، وتعمل الجهات الصحية حاليًا على تقليل هذه المخاطر من خلال تطوير أنواع جديدة أكثر أمانًا.