والدة محتجز إسرائيلي بغزة: لن نسمح بتفويت هذه الفرصة لإعادة أبنائنا

عبّرت الإسرائيلية عيناف تسنغاوكر، والدة المحتجز متان تسنغاوكر، عن أملها في أن تمثل المبادرة الأميركية الأخيرة فرصة حقيقية لإنهاء معاناة عائلات الأسرى، مؤكدة أنها لن تسمح بتفويت هذه الفرصة لإعادة أبنائهم، ووقف الحرب المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تسنغاوكر، التي تحدثت من القدس، شددت على أن الوقت قد حان لإعادة المحتجزين الأحياء إلى منازلهم وتمكينهم من بناء حياتهم من جديد، ولدفن الموتى بكرامة بعد عامين من الحرب، وطالبت الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) بالإقرار بأن الأوان قد آن لوقف هذه المأساة.
وأوضحت أن اعتصام عائلات المحتجزين في تل أبيب سيستمر حتى الإفراج عن جميع المختطفين، مشيرة إلى أن بقاءهم في خيمة الاحتجاج يعكس فقدانهم الثقة في نيات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حيال إتمام الصفقة حتى نهايتها.
وأضافت أن العائلات التي تقضي أيام عيد “العرش” في خيام مؤقتة قررت مواصلة الاعتصام وعدم مغادرته قبل عودة أبنائها، مؤكدة أن هذه المرة لن يُسمح بتضييع فرصة التوصل إلى اتفاق يعيد المحتجزين، ويضع حدّا للحرب الدائرة.
وربطت والدة المحتجز بين التوصل إلى الصفقة وإنهاء العمليات العسكرية، قائلة إن المدنيين على جانبي الحدود في غزة وإسرائيل يستحقون أن يعيشوا دون قصف أو خوف، مشيرة إلى أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتضمن بنودا واضحة تضمن التزامات الطرفين، مع دور أساسي لوسطاء مثل قطر في ضمان تنفيذها.
وشددت على أن العائلات لا تطالب فقط بعودة أبنائها، بل بوقف شامل للحرب، إذ “يجب أن تنتهي الحرب؛ لأن الأمهات والآباء هنا، وفي غزة يعيشون الألم ذاته”.
وفي ما يتعلق بمخاوفها من عرقلة إتمام الصفقة، عبّرت تسنغاوكر عن قلقها من تكرار ما وصفته بـ”التفويت المتعمد” من قبل الحكومة الإسرائيلية في صفقات سابقة، متهمة نتنياهو بأنه “حال دون تنفيذ اتفاقات كان يمكن أن تعيد المختطفين”، معتبرة أنه ترك نجلها في المحتجز منذ وقت طويل.
وأكدت أن حركة حماس تحتجز ابنها متان منذ اليوم الأول للحرب، لكنها -وفق قولها- “تحافظ على حياته”، مضيفة أنها لا تزال تأمل ألا يكون فقد الأمل، وأن تتم معاملته بإنسانية “من منطلق أنه إنسان قبل كل شيء”.
ورغم مرور عامين على فقد الاتصال بنجلها، تقول تسنغاوكر إنها مقتنعة بأنه لا يزال حيّا، مضيفة: “أنا أعلم أن حماس تحافظ على حياة ابني، وأعلم أن متان حيّاً، ولذلك لن أتوقف عن المطالبة بعودته”.
وأكدت أن عائلات المحتجزين متمسكة بالأمل، رغم الغارات الإسرائيلية المستمرة على غزة، مضيفة أن كل لحظة تمرّ دون اتفاق جديد تعني مزيدا من الألم للأمهات على الجانبين، وأن “الوقت قد حان لأن يستعيد الجميع أبناءهم، ويُدفَن الموتى بسلام”.
وطرح ترامب خطته بشأن غزة، التي تنصّ على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين خلال 72 ساعة من موافقة إسرائيل، مقابل نزع سلاح الحركة.
وقالت حماس في بيانها إنها وافقت على الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والأموات، كما جدّدت تأكيدها الاستعداد لتسليم إدارة القطاع إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط)، تتولى الإشراف على شؤون غزة ضمن توافق وطني ودعم عربي وإسلامي.