هل صعود بيتكوين يحد من موسم العملات البديلة؟

في وقتٍ يتزايد فيه الحديث عن قرب انطلاق موسم العملات البديلة تثير البيانات الأخيرة حول هيمنة بيتكوين تساؤلات حول مدى واقعية هذا السيناريو، فقد وصلت هيمنة بيتكوين على السوق (BTC.D) إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من أربع سنوات، مما دفع بعض المحللين إلى التحذير من أن دورة السوق الحالية قد لا تسير على خطى الدورات السابقة.
التحذير من تغير سلوك السوق
أشارت بيانات BeinCrypto إلى أن هيمنة بيتكوين بلغت 64.5% بزيادة قدرها 11% منذ بداية العام، ورغم أن بعض المحللين يتوقعون تراجعًا وشيكًا في هذا المؤشر، وهو ما قد يسمح بانتعاش العملات البديلة، فإن هناك من يرى أن السوق يشهد تحولًا جوهريًا.
المحلل “Mister Crypto” يرى أن المؤشر يواجه مقاومة قوية عند خط اتجاه تاريخي، مشيرًا إلى أن هذا المستوى كان في السابق حاجزًا يصعب اختراقه، وقال: “بيتكوين على وشك أن تُرفض عند هذا المستوى، وعندها ستنطلق العملات البديلة بقوة “، بينما رأى محلل آخر أن “هيمنة بيتكوين تنهار وموسم العملات البديلة قادم هذا العام لكننا فقط بحاجة إلى القليل من الصبر”.
صعود بيتكوين دون تسرب للأموال إلى العملات البديلة
لكن هذه الرؤية المتفائلة لا تحظى بإجماع، فوفقًا للمحلل سكوت ميلكر فإن سلوك المستثمرين في الدورة الحالية يختلف جذريًا عن السابق، وفي منشور حديث له على منصة X أوضح ميلكر أن دورات السوق السابقة كانت تشهد انتقال الأموال من بيتكوين إلى العملات البديلة بعد موجات صعود، وهو ما كان يؤدي إلى تراجع في هيمنة بيتكوين وبدء ما يعرف بـ “موسم العملات البديلة”.
أما هذه المرة فالأمر مختلف حسب قوله إذ أن الأموال الجديدة تتدفق إلى بيتكوين من مصادر متعددة تشمل الأفراد والمؤسسات وحتى الحكومات لكنها لا تتسرب إلى العملات البديلة، وأشار إلى أن جزءًا كبيرًا من تراجع العملات البديلة يعود إلى بيعها تحت ضغط الحاجة المالية، وليس نتيجة تحويلها إلى بيتكوين، وهو ما يصفه بـ “الاستسلام التام” من قبل المستثمرين في هذه العملات.
في المقابل لا يحدث نفس الشيء مع بيتكوين، فالمستثمرون فيها لا يبيعونها لشراء بدائل بل يتمسكون بها في ظل تزايد الإقبال عليها كأصل آمن مما يعني أن العملات البديلة بحاجة إلى دخول أموال جديدة من الخارج حتى تتعافى بدلًا من الاعتماد على تدفق السيولة من بيتكوين كما كان يحدث سابقًا.
بيتكوين تتحول إلى ملاذ آمن
هذا التحول في سلوك السوق يتماشى مع النظرة المتزايدة لبيتكوين كأصل للتحوّط ضد التضخم، فمع تراجع قيمة الدولار الأمريكي كما حدث مؤخرًا عندما هبط مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، ارتفعت بيتكوين بشكل لافت وتجاوزت 87 ألف دولار، وقد واصلت الصعود لتسجل 88,408 دولار في وقت كتابة التقرير مما يؤكد على متانة الطلب عليها.
كما استفاد الذهب من هذا التراجع في الدولار، حيث سجل أعلى سعر في تاريخه عند 3,456 دولار بزيادة نسبتها 47% خلال عام واحد فقط، وهذا الأداء القوي لكلا الأصلين يعزز من مكانتهما كملاذات آمنة في ظل تزايد التحديات الاقتصادية العالمية، مما يضع العملات الرقمية البديلة في موقف صعب ويزيد من تعقيد فرص انتعاشها القريب.