نورا الفيحاني: استقلالية الفيدرالي الأمريكي تعزز ثقة الأسواق
محرر الشؤون الاقتصادية
أكدت المحللة الاقتصادية نورا الفيحاني أن “قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تثبيت سعر الفائدة في اجتماعه الأخير عزز ثقة الأسواق المالية العالمية، مؤكّداً استقلاليته عن الضغوط السياسية، رغم المطالبات المتكررة من الرئيس السابق دونالد ترامب بخفض المعدلات بشكل عاجل لدعم النشاط الاقتصادي وتخفيف أعباء الدين الحكومي”.
وأضافت “شدد رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال مؤتمره الصحفي على أن قرارات السياسة النقدية تُبنى على البيانات الاقتصادية والتوقعات المستقبلية بعيداً عن أي اعتبارات سياسية، مشيراً إلى أن التضخم ما زال فوق المستوى المستهدف البالغ 2%، فيما يواصل الاقتصاد الأمريكي تحقيق معدلات نمو جيدة في الناتج المحلي الإجمالي”.
وتابعت “أشار باول إلى أن التعريفات الجمركية الجديدة والسياسات التجارية المتصاعدة ساهمت في زيادة الضغوط على الأسعار، ما دفع الفيدرالي إلى التريث وتثبيت الفائدة لتفادي أي تفاقم للتضخم في المرحلة الحالية”.
وذكرت أن “زيارة ترامب الأخيرة لمقر الفيدرالي في واشنطن، جاءت قبل الاجتماع بأيام وتسليطه الضوء على تكاليف مشروع التجديد الإداري للمؤسسة، في إطار محاولة واضحة لممارسة مزيد من الضغط على البنك المركزي لتغيير موقفه. ومع ذلك، حافظ الفيدرالي على حياده واستقلاليته، رافضاً أي تدخل سياسي في مسار قراراته وسياسته النقدية”.
وأوضحت أن “الاجتماع شهد أول انقسام داخلي في لجنة السوق المفتوحة منذ أكثر من ثلاثة عقود، حيث صوت محافظان لصالح خفض الفائدة رُبع نقطة، في مؤشر على تباين الآراء بشأن التوقيت الأمثل لخفض الأسعار”.
وخصلت إلى أن”استقلالية البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، تبقى ركيزة أساسية لاستقرار الأسواق المالية العالمية، وأن موقف الفيدرالي عزز ثقة المستثمرين في التزامه بسياسة نقدية متوازنة بعيدة عن الضغوط السياسية”.
