نوبات الهلع.. إليك الأعراض والأسباب وطرق التعامل معها

تعد نوبات الهلع من الاضطرابات النفسية الشائعة التي تصيب العديد من الأشخاص، وتسبب شعورًا مفاجئًا بالخوف الشديد والقلق دون سبب واضح، وغالبًا ما تأتي هذه النوبات بشكل مفاجئ وتستمر لبضع دقائق، لكنها قد تترك تأثيرًا طويل الأمد على حياة الشخص المصاب، حيث قد يصبح قلقًا من تكرارها أو يتجنب مواقف معينة خوفًا من حدوثها، ويمكن أن تؤثر على جودة الحياة اليومية، لذا من المهم فهم أسبابها وطرق التعامل معها للحد من تأثيرها السلبي.
أعراض نوبات الهلع
تظهر نوبات الهلع بأعراض جسدية ونفسية مفاجئة، حيث يشعر الشخص وكأنه في خطر وشيك، وتشمل الأعراض الجسدية خفقان القلب السريع أو عدم انتظامه، وصعوبة في التنفس، والشعور بالاختناق أو الضيق في الصدر، والتعرق الشديد، والرعشة، والغثيان، والدوخة أو الشعور بالإغماء.
أما الأعراض النفسية فتشمل الشعور بالخوف الشديد من الموت أو فقدان السيطرة، والقلق المستمر بشأن حدوث نوبة أخرى، وغالبًا ما تصل النوبة إلى ذروتها خلال 10 دقائق ثم تبدأ في التلاشي تدريجيًا، لكنها قد تترك الشخص في حالة من الإرهاق والتوتر بعد انتهائها.
أسباب نوبات الهلع
لا يوجد سبب واحد واضح لنوبات الهلع، ولكن يُعتقد أن هناك عدة عوامل قد تساهم في حدوثها، والعوامل الوراثية تلعب دورًا حيث يمكن أن يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة إذا كان لديه تاريخ عائلي مع اضطرابات القلق أو نوبات الهلع.
كما أن التعرض لمواقف حياتية مرهقة مثل الصدمات العاطفية، أو فقدان شخص عزيز، أو الضغوط المهنية قد يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بهذه النوبات، إضافة إلى ذلك قد يكون هناك خلل في كيمياء الدماغ حيث يؤدي اضطراب بعض النواقل العصبية مثل السيروتونين إلى زيادة القابلية لنوبات القلق والهلع.
التعامل مع نوبات الهلع
عند حدوث نوبة الهلع من المهم التركيز على التنفس العميق لتهدئة الجهاز العصبي، حيث يساعد الشهيق العميق والزفير البطيء في تقليل حدة الأعراض، ويمكن أيضًا تجربة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو تمارين التمدد، والتي تساعد في تخفيف التوتر العام في الجسم، ومن المفيد تذكير النفس بأن النوبة مؤقتة ولن تسبب أي ضرر دائم، مما يساعد في تقليل الشعور بالخوف المصاحب لها، كما أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تقلل من التوتر العام وتحسن الصحة النفسية بشكل عام.
العلاج الطبي والسلوكي لنوبات الهلع
يمكن علاج نوبات الهلع من خلال العلاج السلوكي المعرفي، وهو أحد أكثر العلاجات فعالية، حيث يساعد المريض في التعرف على الأفكار السلبية التي تسبب القلق، وتعلم طرق جديدة للتعامل معها، وفي بعض الحالات، وقد يصف الطبيب أدوية مضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب للمساعدة في السيطرة على الأعراض، لكن يجب استخدامها تحت إشراف طبي، ومن المهم أيضًا الابتعاد عن الكافيين والمنبهات، حيث قد تزيد من التوتر وتسهم في حدوث النوبات.