منوعات

نظام غذائي فريد للعنكبوت القافز Bagheera kiplingi.. مميز عن الجميع


في عالم العناكب الذي يضم أكثر من 45 ألف نوع جميعها معروفة بسلوكها المفترس، يبرز نوع استثنائي يختلف عن باقي الأنواع حيث إنه يعتمد بشكل رئيسي على التغذية النباتية، إنه العنكبوت القافز الصغير Bagheera kiplingi، الذي يعيش في غابات أمريكا الوسطى والمكسيك، ويبلغ طوله خمسة إلى ستة مليمترات فقط، ليكون هذا العنكبوت حالة فريدة ومميزة عن باقي أنواع العناكب المعروفة.

نظام غذائي فريد ومهارات البقاء

يقضي هذا العنكبوت معظم وقته على أوراق أشجار الأكاسيا القديمة في انتظار اللحظة المثالية للانقضاض على أجسام Beltian الغذائية التي تنمو على أطراف الأوراق الصغيرة، وهذه الأجسام غنية بالبروتين والدهون، لكنها محمية من قبل النمل العدواني الذي يتغذى عليها أيضًا.

وبفضل رشاقته وسرعته في الحركة، يقتنص العنكبوت جسماً واحداً بسرعة ثم يهرب إلى مكان آمن لتناوله، مما يظهر براعة العنكبوت وقدرته على التكيف مع بيئته الصعبة.

نظام غذائي فريد للعنكبوت القافز Bagheera kiplingi.. مميز عن الجميع

play icon

اكتشاف السلوك النباتي للعنكبوت

وجرى اكتشاف نظام Bagheera kiplingi الغذائي لأول مرة في كوستاريكا عام 2001 ثم جرى تأكيده عام 2007، وكان الاكتشاف مفاجئًا لعالم العناكب إذ أن معظم الأنواع تقتصر على الصيد أو المكملات الغذائية مثل الرحيق وحبوب اللقاح، أما هذا العنكبوت فيستخدم النباتات كمصدر رئيسي للطعام، مع الاعتماد أحيانًا على يرقات النمل.

التحدي أمام النمل والحفاظ على البقاء

رغم اعتماده على النباتات لم تكن حياة Bagheera kiplingi سهلة فكل وجبة تحتاج إلى مراوغة النمل الذي يعيش في علاقة تكافلية مع أشجار الأكاسيا.

ويراقب العنكبوت تحركات النمل بعناية ثم ينقض على الجسم الغذائي بسرعة قبل أن يلاحقه أي تهديد، ويقول البروفيسور روبرت كاري “العناكب تعيش على أطراف الأوراق القديمة حيث لا يقضي النمل وقتاً طويلاً، فتنتظر الفرصة لتقتنص وجبتها وتبتعد سريعاً”.

غرائب الطبيعة والتكيف الفريد

ويعد Bagheera kiplingi مثالًا حيًا على التكيف المذهل في الطبيعة، إذ يظهر كيف يمكن للكائنات كسر القواعد التي نعرفها عن سلوكها الطبيعي، فكما أن هناك ذبابة النفط التي تتطور فقط في النفط الخام وخنفساء العقرب القادرة على حقن السموم عبر قرونها يقدم هذا العنكبوت درسًا في التنوع والابتكار الذي توفره البيئة لمخلوق صغير يسعى للبقاء.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى