منتخبنا الكروي تميز بالانضباط التكتيكي العالي

وليد عبدالله
قدّم بطل الخليج المنتخب الوطني الأول لكرة القدم أداءً تكتيكياً منضبطاً أمام نظيره المغربي في المواجهة التي جمعت الفريقين “الخميس” على ملعب استاد مولاي عبدالله بمدينة الرباط بالمملكة المغربية، والتي انتهت بفوز أصحاب الأرض بهدف قاتل في الدقيقة 94، ليحرم “الأحمر” من الخروج بنتيجة التعادل على أقل تقدير بعد أداء دفاعي مميز استمر حتى الثواني الأخيرة.
منذ انطلاقة المباراة، بدا واضحاً أن الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة المدرب الكرواتي دراغان تالاييتش، اعتمد على التنظيم الدفاعي الصارم للحد من خطورة المنتخب المغربي، الذي دخل اللقاء بمعنويات عالية بعد سلسلة انتصارات متتالية بلغت 14 فوزاً. وقد نجح “الأحمر” في تطبيق خطة دفاعية محكمة، أغلقت المساحات أمام مفاتيح لعب المغرب، خاصة على الأطراف التي تعد من أبرز أسلحة المنتخب المغربي الهجومية.
سيطر “أسود الأطلس” على مجريات الشوط الأول بنسبة استحواذ تجاوزت 70%، لكن رغم تلك الأفضلية الميدانية، عجزوا عن اختراق التكتل الدفاعي لمنتخبنا الوطني، الذي أظهر تركيزاً عالياً وحضوراً ذهنياً مميزاً، إذ تصدى اللاعبون ببسالة للمحاولات المغربية المتكررة، وسط تألق واضح لخط الدفاع وحارس المرمى.
في الشوط الثاني، حاول منتخبنا الوطني الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، وبادر بعدة محاولات، إلا أن غياب السرعة في التحول والمساندة الهجومية، إلى جانب ضعف الدقة في التمرير، أفقد تلك المحاولات فعاليتها، لتبقى الخطورة الحقيقية محدودة.
وظل اللقاء يسير نحو نتيجة التعادل السلبي، إلى أن نجح المنتخب المغربي في تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 94، مستغلاً تراجع التركيز في لحظة واحدة فقط بعد انضباط دام طوال دقائق المباراة.
ورغم خسارة النتيجة، إلا أن المنتخب الوطني خرج بمكاسب مهمة على الصعيد الفني والذهني، إذ أظهر قدرة عالية على مجاراة أحد أقوى المنتخبات الإفريقية، وأثبت أن لديه منظومة دفاعية متماسكة قادرة على الوقوف نداً أمام المنتخبات الكبيرة.
يمكن القول إن “الأحمر” قدّم درساً في التنظيم الدفاعي والانضباط التكتيكي، لكنه في المقابل يحتاج إلى تطوير الشق الهجومي، خصوصاً في التحول السريع وصناعة الفرص، ليكمل الصورة ويصبح أكثر توازناً في قادم الاستحقاقات.
وتنتظر منتخبنا الوطني مواجهة ودية أمام منتخب مصر “الثاني” يوم 12 أكتوبر، قبل العودة إلى المنامة.