اخبار عربية ودولية

متجاوزة دمار هيروشيما وناغازاكي.. رفح لم تعد موجودة



في بداية الحرب، لم يستبعد وزير التراث الإسرائيلي، عميخاي إلياهو، استخدام جيش بلاده لقنبلة ذرية على غزة، لكن بعد 20 شهرًا من الحرب تقول صحيفة “هآرتس” العبرية إنه في الواقع فإن نسبة المباني التي دُمّرت في رفح ومخيم جباليا للاجئين أعلى منها في هيروشيما وناغازاكي.

وعشية الحرب، كان عدد سكان منطقة رفح الكبرى في غزة 275,000 نسمة. وكان عدد سكان مخيم جباليا للاجئين 56,000 نسمة، وبلغ عدد سكان بيت لاهيا 108,000 نسمة.

أما اليوم، ووفق “هآرتس” لم يبق منها سوى أنقاض، فحجم الدمار الذي أحدثته إسرائيل يبرز حتى بين أشد حالات الحرب قسوة في التاريخ الحديث.

في أكتوبر/تشرين الأول 2023، مرّ قمر صناعي فوق رفح والتقط صورة للمدينة، أظهرت مدينة واسعة، بفسيفساء كثيفة من المباني، وألواح الطاقة الشمسية، وقباب المساجد، والطرق، والساحات العامة، والأراضي الزراعية والبساتين. في بداية هذا الشهر، مرّ قمر صناعي آخر فوق المدينة، أو بالأحرى، فوق ما كان مدينة في السابق، وفق تعبير “هآرتس”.

تضيف الصحيفة “لم يبق من رفح شيء تقريبًا. تُظهر الصورة الحالية سطحًا رماديًّا ثنائي الأبعاد مُغطّى بالأنقاض. دُمّرت الغالبية العظمى من المباني وسُوّيت بالأرض. حُرثت الطرق. اختفت الدفيئات الزراعية والبساتين العديدة كما لو أنها لم تكن موجودة قط”.

وتقول “هآرتس” إن الجيش الإسرائيلي مارس التدمير مَنهجًا، إذ دمّر أحياء بأكملها في المدينتين الكبيرتين، غزة وخان يونس، وسوّاها بالأرض، ومن الأمثلة على ذلك حي الشجاعية، الحي الشرقي الكبير في مدينة غزة، الذي مُحي عن وجه الأرض.

إجمالًا، دُمّر أو تضرر ثلثا المباني في قطاع غزة – 174,000 مبنى من أصل نحو ربع مليون مبنى، إضافة إلى المباني السكنية. دمَّر جيش الدفاع الإسرائيلي المستشفيات ومرافق البنية التحتية والمصانع والمساجد والكنائس والأسواق والمراكز التجارية.

كما دمر 2300 منشأة تعليمية متنوعة، واليوم، تحتاج 501 مدرسة من أصل 564 مدرسة في القطاع إلى إعادة بناء أو إصلاحات شاملة. دُمّرت أو لحق بها دمار جسيم قرابة 90,000 مبنى، أي أكثر من ثلث تلك الموجودة في القطاع.

وإلى جانب 52,000 مبنى لحقت بها أضرارٌ متوسطة، تُشكّل هذه المباني بالفعل أكثر من 50% من إجمالي ما لحق بها قبل الحرب. ووفقًا للأمم المتحدة، فإن 33,000 مبنى آخر تظهر عليها علامات الضرر، رغم صعوبة تقدير حجمه.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى