السعودية تربك حسابات إنتر ميلان قبل نهائي دوري أبطال أوروبا

تلقى سيموني إنزاجي، المدير الفني لفريق إنتر ميلان الإيطالي، عرضًا مغريًا من نادي الهلال السعودي، يُعد من أكبر العروض التي قُدمت له في مسيرته التدريبية، وذلك في توقيت حساس للغاية قبيل خوض فريقه نهائي دوري أبطال أوروبا المرتقب أمام باريس سان جيرمان.
ووفقًا لصحيفة “ميرور” البريطانية، فإن العرض المقدم يتجاوز 16.5 مليون جنيه إسترليني سنويًا، ما يجعله من أعلى الرواتب المعروضة لأي مدرب في العالم حاليًا.
ويأتي هذا في إطار سعي إدارة الهلال لبناء مشروع قوي استعدادًا لكأس العالم للأندية، التي تستضيفها أمريكا، وتأكيدًا على طموحاتها الكبيرة في المنافسة القارية والعالمية.
العرض السعودي جاء بعد مفاوضات تمهيدية بدأت منذ أبريل الماضي، بعد إقالة المدرب البرتغالي خورخي جيسوس من منصبه في الهلال.
وبحسب صحيفة “ميرور” البريطانية، فإن رئيس النادي السعودي أبدى استعداده للتعاقد مع إنزاجي “بأي ثمن”، ويُقال إن ممثلي المدرب الإيطالي سيتوجهون إلى السعودية خلال الأيام المقبلة لمواصلة المفاوضات والاطلاع على تفاصيل المشروع المقترح.
العرض يتضمن خطة رياضية طموحة وفريق دعم فني متكامل، إضافة إلى امتيازات مالية وسكنية كبيرة.
ورغم الإغراءات المالية الضخمة، فإن إنتر ميلان لا يزال متمسكًا بمدربه، الذي يمتد عقده الحالي حتى صيف 2026، وترغب الإدارة في تجديد التعاقد معه نظرًا للنجاحات التي حققها، وأبرزها قيادة الفريق للتتويج بلقب الدوري الإيطالي ووصوله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين في ثلاث سنوات.
وفي هذا السياق، يحاول النادي الحفاظ على استقراره الفني والبناء على ما تم تحقيقه في المواسم الماضية.
في المقابل، يبدو أن إنزاجي لا يرغب في تشتيت انتباه فريقه قبيل المواجهة الحاسمة ضد باريس سان جيرمان، التي ستقام في ميونيخ، إذ أكد في تصريحات إعلامية تركيزه الكامل على البطولة الأوروبية.
وقال إنزاجي: “سنواجه خصمًا يمتلك قدرات مالية هائلة، لكننا أظهرنا من قبل أمام بايرن ميونيخ وبرشلونة ومانشستر سيتي وأرسنال أننا نمتلك الشجاعة والإمكانيات اللازمة للمنافسة على أعلى مستوى”.
كما أضاف: “لا تزال المهمة قائمة، لم تنته بعد. أود شكر اللاعبين والنادي على ما قدموه لي هذا الموسم، ولكن تركيزنا الآن منصب على تحقيق الحلم الأوروبي. بعدها سيكون هناك وقت لمراجعة الخيارات المستقبلية”.
وكشف المدرب أنه تلقى رسائل دعم من أسرته وأصدقائه بعد الفوز على برشلونة في نصف النهائي، مشيرًا إلى أنه سيكشف عن أسماء مدربين كبار أشادوا بما أنجزه مع إنتر بعد نهاية الموسم.
ومن جانب آخر، يراقب جمهور إنتر ميلان ومستثمروه الموقف عن كثب، حيث يشكل رحيل إنزاجي المحتمل ضربة قوية لمشروع النادي الفني.
ومع اقتراب موعد نهائي دوري الأبطال، تزداد التكهنات بشأن مستقبل المدرب، فيما يواصل إنزاجي العمل خلف الكواليس للحفاظ على تركيز لاعبيه وتجهيزهم ذهنيًا وبدنيًا لهذه المواجهة المصيرية التي قد تحدد مستقبله المهني.
باختصار، يجد سيموني إنزاجي نفسه بين مطرقة مشروع رياضي طموح في السعودية وسندان الاستمرار في قيادة أحد أعظم أندية أوروبا، في وقت يقترب فيه من تحقيق إنجاز قاري كبير.