كيف تؤثر الأمراض المزمنة على صحتك النفسية والعاطفية؟

الإصابة بمرض مزمن لا تقتصر آثاره على الجانب الجسدي فقط، بل تمتد لتترك بصمة عميقة على الحالة النفسية والعاطفية للمريض، حيث ترتبط بعد الأمراض التي تصيب جسم الإنسان بالتحديات اليومية المرتبطة بالعلاج المستمر، وكذا الألم الجسدي قد تخلق حالة من الإجهاد الذهني يصعب تجاهلها.
تأثير الأمراض المزمنة على الصحة النفسية
تشير الدراسات إلى أن الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق؛ ويعود ذلك إلى الشعور المستمر بفقدان السيطرة على الجسد والحياة اليومية، ما يسبب حالة من الإحباط الدائم ويقلل من جودة الحياة، فقد أثبتت دراسة نشرتها مجلة The Lancet Psychiatry أن مرضى الأمراض المزمنة معرضون للإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 30٪ أكثر من غيرهم
أثر الأمراض المزمنة على الجانب العاطفي
الإحساس بالعجز أو الاعتماد على الآخرين قد يولد مشاعر حزن وغضب خفي، كما أن تغير نمط الحياة المفروض على المريض، من تناول الأدوية إلى تغييرات النظام الغذائي، يضع عبئًا نفسيًا إضافيًا يؤدي أحيانًا إلى الانعزال الاجتماعي أو التوتر داخل العلاقات الأسرية.
طرق التعامل مع التأثيرات النفسية للأمراض المزمنة
أول الطرق هو الدعم النفسي عن طريق الانضمام إلى مجموعات دعم أو التحدث مع معالج نفسي يساعد على تخفيف حدة المشاعر السلبية، بجانب التواصل مع العائلة، فمشاركة الأحاسيس والمخاوف مع المقربين يمكن أن يخفف الضغط الداخلي.
أما تطوير روتين صحي، وممارسة رياضات خفيفة كاليوجا أو المشي المنتظم تسهم في تحسين المزاج وتعزيز الإحساس بالسيطرة على الذات، ومحاولة إدخال تقنيات الاسترخاء في الحياة مثل تمارين التنفس وممارسة الوعي اليقظة والصمت وملاحظة الأفكار، كذلك التقبل والتدرج، فقبول التغيير وتعلم التكيف مع الحالة خطوة بخطوة بدلاً من مقاومته بعنف قد يقلل من الضغوط النفسية.