رياضة

قيادة حكيمة من ناصر بن حمد وخالد بن حمد في إدارة منظومة كرة القدم البحرنية



– الكر ة البحرينية أصبحت أكثر متعة في السنوات الأخيرة

– هذا هو الفرق بين اللاعب البحريني واللاعب الأردني

– التجربة البحرينية هو العمل في بيئة كروية تسعى للتطوير المستدام

– عودة المحرق للبطولات هي عودة الهيبة للكرة البحرينية

وليد عبدالله

أكد المدرب الأردني إبراهيم حلمي أن الدوري البحريني أصبح أكثر متعة خلال السنوات الأخيرة، وذلك نظرا للقيادة الحكيمة لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، في إدارة المنظومة الرياضية بشكل عام وبالأخص منظومة كرة القدم نحو التطور.

ووصف بأن تجربته في الملاعب البحرينية هي العمل في بيئة كروية تسعى للتطوير المستدام، بما يسهم في بناء كرة قدم تنافسية ومتقدمة، وسط القيادة الواعية التي أسهمت في تعزيز الاستقرار داخل الأندية ووفرت مناخا يسمح للمدربين بالعمل بمرونة واحترافية.

جاء ذلك، في الحوار الذي أجرته “الوطن الرياضي” معه، والتي تحدث فيها عن ما عاشه من تجربة تدريبية في الملاعب الكروية البحرينية، وإليكم تفاصيل هذا الحوار.

س/ كيف تقيم فترة تواجدك في البحرين خلال ما يقارب ثلاثة مواسم؟

أعتبر تجربتي في البحرين خلال المواسم الثلاثة الماضية من أهم المحطات في مسيرتي التدريبية، حيث خضت تحديات متنوعة مع أندية مثل الشباب والرفاع الشرقي والحد، وتمكّنا خلالها من تحقيق نقلات نوعية سواء على صعيد النتائج أو الأداء الفني. ما يُميز تجربتي هناك أنها لم تكن مجرد عمل تدريبي تقليدي، بل كانت شراكة حقيقية في تطوير فكر اللاعبين، وتطبيق أساليب لعب حديثة، خصوصًا نظام 3-4-3، الذي اعتمدته في عدة مراحل ونجحنا في تنفيذه رغم صعوبته.

الأجمل في التجربة البحرينية هو العمل في بيئة كروية تسعى للتطوير المستدام، وهو ما لمسناه من خلال الدعم المستمر والرؤية الواضحة التي يقودها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، في سبيل بناء كرة قدم تنافسية ومتقدمة. هذه القيادة الواعية أسهمت في تعزيز الاستقرار داخل الأندية، ووفرت مناخًا يسمح للمدربين بالعمل بمرونة واحترافية.

بشكل عام، أخرج من هذه التجربة أكثر نضجًا كمدرب، وأكثر فهمًا للتفاصيل التي تصنع الفارق داخل وخارج الملعب، وأعتز جدًا بما تحقق من نتائج جماعية، وما تم من تطوير فردي للاعبين الذين أصبحوا اليوم نجومًا في دوري ناصر بن حمد، وهم كثر على سبيل المثال حسين العكري بالرفاع وسالم حسين وحسن عبدالنبي في المنامة وسيد جواد وحسن مدن بالاهلي، وحمزة وسعد العطار وسالم الدوسري وأحمد ضياء في الشرقي، وعبدالله السبيعي وسلمان يونس في الحد.

كل هؤلاء اللاعبين وغيرهم من النجوم الشباب في البحرين الذين لهم مستقبل واعد للمنتخب البحريني سواء الأولمبي أو الأول، فقط يحتاجون لثقة وفرصة أكبر لإظهار ما لديهم من إمكانيات.

س/ ما حقيقة رحيلك عن الرفاع الشرقي والحد في منتصف الموسم على الرغم من نتائجك الإيجابية؟

القدوم للشرقي في منتصف الموسم كانت واحدة من أصعب التجارب في مسيرتي، الفريق يعاني من شبح الهبوط ومن تقديم مستوى متذبذب لكن بفضل الله استطعنا كجهاز فني ولاعبين بدعم من مجلس الإدارة من تحقيق المطلوب حينها وهو البقاء في دوري ناصر بن حمد.

كان من أبرز محطات عملي في البحرين التعاون مع شخصية تمتلك رؤية فنية وإدارية استثنائية، هو الشيخ عبدالله بن خليفة آل خليفة، الذي أبدى منذ البداية إيمانًا كبيرًا بالمشروع الذي قدّمته، وبالفكر التدريبي الذي انتقل بالفريق من منظومة دفاعية إلى أسلوب لعب قائم على الاستحواذ والبناء التدريجي. كانت رؤيته بعيدة المدى تقوم على شراكة فنية تمتد لثلاث سنوات، وهو ما شكّل دافعًا كبيرًا لي لتقديم أفضل ما لدي، وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.

في الموسم التالي حققنا نتائج مميزة وكان الفريق في المركز الثاني متساوي بالنقاط مع الخالدية والرفاع وعلى بعد نقطة واحدة من المتصدر أن ذاك الأهلي. وأقحمت نظام 3-4-3 وقدم الفريق كرة جميلة ونتائج إيجابية كما ذكرت في سؤالك.

تمت إقالتي بعد الخسارة في بطولة كأس جلالة الملك المعظم ضد المنامة.

بالنسبة للحد في دوري الدرجة الثانية، واجهنا صعوبات كثيرة لكن تغلبنا عليها باتحاد الجميع، الكل يعلم بإن الإدارة الجديدة استلمت الفريق في منتصف شهر ثمانية، حيث أن الفريق في تلك الفترة لم يكن لديه ملعب صالح للتدريب عليه بالإضافة لتأخيرنا لفترة الإعداد لعدم وجود لاعبين وعند بدأ فترة الإعداد بدأت 15 يوم ب8 لاعبين فقط ووصول اللاعبين المحترفين متأخرين، ومع أول مباراة للدوري خسرنا خدمات هداف الفريق ديمبا، وصنع الفريق 75 فرصة محققة في 10 مباريات استطاع تسجيل 22 هدف فقط. واستطعنا أن نحقق في 10 مباريات 21 نقطة ونكون ثالث الدوري بالابتعاد عن المتصدر 5 نقاط والثاني بنقطتين مع مباراة متبقية في القسم الأول ضد الثاني.

كنت على علم بإن التحدي سيكون صعب بناءً على المجريات الموجودة لكن أنا أعشق التحديات وكنت مؤمن بانني استطيع مساعدة الفريق لتحقيق هدف الصعود لأن الفريق بعد البداية الصعبة التي حدثت له أستطاع السير بشكل جيد وتقديم مستويات مميزة، غير أني على معرفة بإن القسم الثاني في الدرجة الثانية تنزف الفرق النقاط ومع تصاعدنا ونزول مستويات الفرق كنا سنحقق المطلوب.

س/هل ضغط المباريات المتتالية كان سبباً في سقوط الحد إلى الدرجة الثانية بقيادتك؟

فترتي مع الحد كانت أصعب فترة في مسيرتي حيث قدمت في ثاني جولة في القسم الثاني وكان نادي الحد بالمركز الاخير ب8 نقاط، حققنا نتائج مميزة للغاية حيث أننا الفريق الوحيد الذي لم يخسر بالإضافة إلى أن الفريق حقق أعلى نقاط بعد نادي الخالدية ومتساويًا مع نادي المنامة.

ذهب الفريق للملحق فرق مواجهات مع نادي سترة، كنا على دراية بإن هذا الملحق سيكون الأصعب.

الفريق حقق في أول 12 جولة 8 نقاط وعند استلام الفريق حققنا 18 نقطة من 10 مباريات، يمكنك النظر بشكل واضح بأن الفريق قد ذهب إلى أقصى درجة من العمل والجهد الذي جعله يتحول من إلى على صعيد النتائج والاداء. لذلك الفريق استنزف طاقته بشكل كبير في 10 جولات الأخيرة. لكن لم يكن من نصيبنا القدرة على الهروب من الملحق.

ضغط المباريات يصعب كل شيء أن تلعب 10 مباريات في الدوري و 3 في الملحق في غضون فترة قصيرة تستطيع تصور مدى الصعوبة النفسية والبدنية على الفريق خصوصًا على ما تم إنجازه خلال الثلاث شهور وهذا على جميع الأندية وليس محصور علينا.

قبل دخولنا للملحق كنا نعاني في كل مباراة بإصابة لاعبينا المحترفين، حيث غاب عن المباريات الاخيرة في الدوري والملحق 4 محترفين، ذلك ما صعب علينا المهمة مع استنزاف الطاقة لنفسية والبدنية للاعبين.

س/ كيف ترى أداء جميع الفرق التي دربتها في البحرين خلال الموسم الحالي؟

اداء جميع الفرق التي دربتها جيد في الاشهر الماضية وبتطور لكن يجب الاعتماد على ابناء النادي ولا يتم هيكلة الفريق بكل موسم والحفاظ على اللاعبين واضافات بسيطة بكل موسم و هذا هو الاستقرار كما يفعل نادي الشباب

س/ هل عودة المحرق لمنصة البطولات يعتبر عودة القوة والإثارة لدوري ناصر بن حمد؟

عودة المحرق للبطولات هي عودة الهيبة للكرة البحرينية، يحسب العمل الاداري الكبير من مجلس الادارة باختيار العناصر والفارق الكبير كان جونينهو الهداف وحارس المرمى لطف الله، المحرق سوف يكون رقم صعب بالخمس مواسم القادمة.

س/ ما الفرق بين اللاعب البحريني والأردني؟

الفارق بسيط جدا اللاعب الاردني دائما يبحث عن الاحتراف الخارجي، الاندية والمدربين يعتمدون على أبناء النادي واللاعب المحلي وليس المحترفين اللاعب الاردني مفرغ من العمل اللاعب البحريني غير مفرغ من العمل، يجب أن يتم النظر بهذا الأمر من المسؤولين بتفريغ اللاعبين يجب اللاعب البحريني أن يفكر بالاحتراف الخارجي واكبر تجربة هي للاعبين الجيل الذهبية في البحرين جميعهم احترفوا بالخارج وفي الوقت الحالي على سبيل المثال محمد مرهون ومدى تطورة ورأينا ذلك في كأس الخليج، لذلك على اللاعب أن يفكر بالاحتراف حتى لو لم يحصل على مردود مادي عالي فعليه انتقاء دوري قوي والتسويق هو الأهم.

ونرى في السنوات الماضية كان هناك ابتعاث للاعبين للخارج من قبل المسؤولين وهذا ما يعد من الأمور المميزة التي تستحق الاشادة.

س/ كيف ترى تطور الدوري البحريني ؟

الكرة البحرينية في السنوات الاخيرة أصبحت أكثر اثارة ومتعة عن السنوات التي تلتها. وتتعدد الاسباب.

أعتقد العمل الإداري في تطور وتحسن في الأندية وأعتقد أن ذلك هو البداية والقادم في السنوات القادمة سيكون أفضل بشكل كبير، أيضا على المستوى الفني أصبح هناك العديد من المدربين الشباب المميزين في الكرة البحرينية مع وجود مدربين محترفيين أصحاب خبرة ومعرفة ويعملون على رفع مستوى الدوري، كذلك استقطاب المحترفين أصبح أفضل من ذي قبل وأعتقد مع استخدام التكنولوجيا ذلك سيسهم بشكل أكبر في جلب لاعبين على مستوى أعلى.

بالإضافة لدعم شركة طموح على تطوير الكرة البحرينية من خلال دعم جميع الفرق بلاعبين على مستوى مميز ودعم الفئات السنية في الأندية أو الاكاديميات لتنفيذ رؤية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، في الكشف عن اللاعبين الموهوبين في مجال كرة القدم في سن مبكرة، من أجل إعدادهم وتهيئتهم لتمثيل الوطن وتنفيذ الرؤية المبنية على طموح المستقبل. وكذلك العمل على ارجاع الجماهير للمدرجات. اخيرا، هناك قيادة حكيمة من سمو الشيخ ناصر والشيخ خالد بادارة منظومة كرة القدم نحو التطور.

س/ ما نوع أسلوبك التدريبي وما هي فلسفتك الكروية الذي تعمل بها؟

الفلسفة التدريبية :

تتركز فلسفتي التدريبية على بناء فريق يمتلك حضورًا قويًا وشخصية متميزة على أرض الملعب. أسعى لتشكيل فريق يشكل تهديدًا حقيقيًا لأي منافس، ويكون ندًا قويًا مهما كانت الظروف والإمكانيات المتاحة. منذ بداية مسيرتي، تمكنت من التكيف مع الصعوبات، ونجحت في تطوير اللاعبين وصنع لاعبين في مراكز جديدة

أحبذ أسلوب اللعب الهجومي الذي يبدأ من الخلف، حيث أركز على الاستحواذ وخلق التفوق العددي بين الخطوط في كل مراحل اللعب، والضغط العالي، بالإضافة إلى الضغط العكسي. أعمل على الاستفادة من نقاط ضعف المنافس من خلال تحليل أدائه من المباريات، كما أعمل على أضعاف نقاط القوة لديهم. أتميز أيضًا في تنفيذ التحولات السريعة أثناء المباراة، وأعرف متى يجب أن أهاجم ومتى أحتاج إلى الدفاع وانتظار أخطاء المنافس لاستغلالها.

أتعامل بمرونة مع الظروف الموجودة، على سبيل المثال مع نادي الشباب والشرقي لعبت بشكل 1-3-4-3 وعند توقيعي مع الحد وجدت أن هذا الشكل لا يتماشى مع اللاعبين الموجودين فاعتمدت شكل 1-4-2-3-1

وأولي أهمية كبيرة للكرات الثابتة، حيث تعتبر من العوامل الأساسية لتحقيق الانتصار، إذ تمثل أكثر من 30% من أهداف كرة القدم. من خلال هذه العناصر، أعمل على بناء فريق متكامل قادر على مواجهة التحديات وتحقيق النجاح في مختلف المنافسات.

تطوير الفلسفة :

بالإضافة إلى ما سبق، أسعى دائمًا لتعزيز التواصل بين اللاعبين، مما يساهم في فهم استراتيجيات اللعب بشكل أفضل. أؤمن بأهمية تطوير الجانب العقلي للاعبين، حيث أعمل على بناء الثقة وتحفيز الروح المعنوية للفريق.

بهذه الطريقة، أطمح إلى خلق بيئة تدريبية تشجع على الابتكار والتفوق، مما يسهم في تحقيق أهداف الفريق على المدى الطويل.

س/ هل ساهم عملك الاحترافي في البحرين من تطوير عملك التدريبي؟

نعم ساهم عملي بالبحرين كمدرب لتطويري وتغير فكري من المنظومة الدفاعية للهجوم وتعداد اساليب اللعب خاصة.

س/ هل فعلاً المدرب إبراهيم حلمي يمتلك علاقة قوية باللاعبين داخل وخارج الملعب؟

علاقتي مع اللاعبين داخل وخارج الملعب هي التي كانت سلاح النجاح، اللاعب البحريني جوعان كرة قدم وهذا ما كنت افكر به دائما ان اخلط بعض اساليب اللعب بالمتعة والاثارة والدليل انني كنت استخدم ٢٢ لاعبا بالموسم لذلك كنت اعطي واجبات كثيرة للاعبين لانه هناك البديل والحب بيني وبينهم والمصداقية.

س/ ما هي طموحاتك التدريبية؟

أطمح لتحقيق تأثير ملحوظ في كرة القدم الخليجية من خلال العمل مع فريق يسعى لبناء مشروع طويل الأمد. أؤمن بأن النجاح لا يأتي من الميزانيات الضخمة، بل من تطوير اللاعبين وتطبيق أساليب تدريب مبتكرة. أريد أن أساعد الفرق في تحقيق البطولات من خلال استثمار الوقت والجهد في تطوير الأداء الجماعي والفردي، مع التركيز على بناء فريق متكامل ومتماسك. طموحي هو أن أكون جزءًا من مشروع يساهم في تعزيز مستوى كرة القدم في المنطقة ويؤدي إلى نتائج إيجابية على المدى البعيد.

س/ كلمة أخيرة ؟

أود في ختام هذا الحوار، أن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى رئاسة التحرير في صحيفة الوطن البحرينية وإلى القائمين على “الوطن الرياضي” وجميع منتسبي هذه الصحيفة الغراء، متمنيا كل التوفيق والنجاح للجميع.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى