قبل مليوني عام.. الإنسان القديم استخدم النار لتدخين وحفظ اللحوم

كشف تقرير طبي، أن البشر بدؤوا في تدخين وحفظ اللحوم قبل ما يقرب من مليوني عام، في ممارسة قد تكون من أقدم أشكال استخدام النار، بل وربما كانت الدافع الأساس وراء إشعالها للمرة الأولى من قبل أسلاف الإنسان.

ووفقًا لدراسة نشرها موقع “ساينس أليرت”، فإن الحفاظ على اللحوم عبر تدخينها كان هدفًا استراتيجيًّا لمجتمعات الإنسان الأول، التي واجهت تحديات كبيرة في إشعال النار والحفاظ على اشتعالها، وهو ما يشير إلى أن الفوائد الطاقية من حفظ اللحم لفترات طويلة قد جعلت هذا الجهد مجديًا.

وشملت الدراسة تحليلًا لبقايا عظام محترقة عُثر عليها في تسعة مواقع أثرية قديمة موزعة بين جنوب أفريقيا وكينيا وإثيوبيا وفلسطين وإسبانيا، حيث وجدت آثار للنار مرتبطة بعظام حيوانات كبيرة، في دلالة على أن النيران لم تكن تُستخدم فقط للطهي أو التدفئة، بل لحفظ كميات ضخمة من اللحوم.

ويقول الباحث ميكي بن-دور: “جَمْع الحطب وإشعال النار والحفاظ عليها يتطلب جهدًا كبيرًا، وكان لا بدّ من وجود سبب طاقي فعّال يبرر هذا العناء”.

وأضاف أن “الاستخدام غير المنتظم للنار في تلك الحقبة يشير إلى أنها كانت تُشعل لأغراض محددة، أبرزها حفظ اللحوم”.

وأشار الباحثون إلى أن تدخين اللحم لم يكن يوفر طاقة فحسب، بل كان يبعد الحيوانات المفترسة عن الطعام المخزّن.

فعلى سبيل المثال، يمكن لفيل واحد أن يُطعم مجموعة بشرية لعِدة أشهر؛ ما يُبرز أهمية حماية هذه الكمية الكبيرة من الغذاء.

وتقترح الدراسة أن حفظ اللحوم بالنار كان بداية لاستغلال الإنسان للنار في أغراض أخرى لاحقًا، مثل الطهي، دون تكلفة إضافية تذكر.

​