اخبار عربية ودولية

في طريقه لرئاسية 2027.. دو فيلبان يغازل الناخبين المسلمين في فرنسا



عاد رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، دومينيك دو فيلبان، إلى الواجهة السياسية عبر تصريحات مثيرة للجدل حول الحجاب، ومحاولة لفتح قنوات جديدة مع ناخبين جدد، في مقدمتهم المسلمون.

وبينما لم يعلن رسميًا ترشحه للرئاسة، فإن تأسيسه حزب “فرنسا الإنسانية”، وتحركاته الإعلامية والسياسية، يشيران إلى مسار واضح نحو الانتخابات الرئاسية لعام 2027.

ففي تصريحات أثارت جدلًا واسعًا، قال دو فيلبان إنه “ليس خياطًا”، في إشارة إلى رفضه تقييم مدى طول الحجاب الذي ترتديه الفتيات الصغيرات.

وفي مقابلة لاحقة على إذاعة RMC، أوضح أن الهدف من عبارته كان تسليط الضوء على “عبثية هذا النوع من النقاشات”، مضيفا: “كما أننا لا نقيس طول اللحى، يجب أن نتوقف عن التدخل في تفاصيل كهذه”.

وأكد دو فيلبان أهمية الالتزام بمبادئ العلمانية التي “تسمح بالتصرف دون اللجوء إلى الحظر العشوائي”، ورغم ذلك، أعلن تأييده منع العباءة في المدارس، موضحًا أن “الحظر يولد تحديًا مضادًا”، داعيًا بدلًا من ذلك إلى “التربية على المبادئ المشتركة” وفق تعبيره.

هل ينافس ميلانشون؟

في حين لم يعلن دو فيلبان رسميًا ترشحه للرئاسة، فإن ظهوره المتكرر، وإنشاء حزبه الجديد، ومواقفه السياسية، توحي برغبة في أداء دور سياسي محوري.

لكن اللافت أن استطلاعًا للرأي أجرته مؤسسة IFOP على 9,000 ناخب فرنسي، كشف أن نسبة دعمه العامة لا تتجاوز 2%، لكنها ترتفع إلى 10% بين الناخبين المسلمين.

لماذا يهتم الناخب المسلم بدو فيلبان؟

يعود هذا الارتفاع إلى مواقف دو فيلبان المؤيدة للقضية الفلسطينية، خاصة بعد حرب إسرائيل على غزة في أكتوبر 2023 وتجدد التوترات في الشرق الأوسط.

هذه المواقف تقرّبه من شريحة من الناخبين المسلمين، الذين يُعرف عنهم دعمهم الكبير لفلسطين، حتى وإن أيدت قلة منهم ممارسات حماس.

ويشرح بول سيبيل، خبير الرأي العام ورئيس تحرير مرصد “Hexagone”، أن دو فيلبان يمثل “محاولة للتموقع كطريق ثالث” بين اليسار الشعبوي بقيادة ميلانشون، وأيضا اليمين التقليدي.

ويضيف أن بعض الناخبين المسلمين، خصوصًا من فئة أصحاب الأعمال الحرة وسكان الضواحي، قد يجدون صدى في خطاب دو فيلبان، رغم أن أغلب سكان الضواحي يعتمدون على المساعدات الاجتماعية، ما يصعّب تقاطعهم مع نهج يميني ليبرالي.

وفقًا لسيبيل، لا يزال ميلانشون يتمتع بأغلبية واضحة في دعم الناخبين المسلمين (أكثر من 50%). ويضيف أن دو فيلبان قد يستقطب فئات أخرى من ناخبي ميلانشون، مثل الشباب الحضريين ذوي النزعة التقدمية، الذين يدعمون فلسطين وينظرون للهوية كمسألة شخصية يجب احترامها.

مع ذلك، تبقى قدرته على جذب ناخبي اليمين ضعيفة، خاصة إن استمر في الدفاع عن قضايا مثل الحجاب والهجرة.

وبشكل عام، لا يزال الناخبون المسلمون يمثلون نسبة ضئيلة من الناخبين في فرنسا، كما أنّ ما يقرب من نصف المسلمين المقيمين في فرنسا أجانب ونسبة كبيرة منهم غير مسجلين للتصويت أو غير مهتمين بالسياسة. لذا، تُعد هذه شريحة محدودة ضمن شريحة محدودة.

فرصه حتى 2027؟

ويسعى دو فيلبان إلى استغلال شعور عام لدى بعض الفرنسيين بفقدان الثقة بالأحزاب التقليدية، محاولًا تقديم نفسه كبديل مستقل. لكن رغم حضوره الرصين ومكانته كـ”رجل دولة سابق”، فإن مواقفه بشأن القضية الفلسطينية والحجاب قد تثير انتقادات واسعة.

كما أن ذكريات غير إيجابية عن فترة توليه رئاسة الحكومة قد تعود لتطارده، مما يحد من قدرته على التحول إلى منافس جاد على الرئاسة، وفق بول سيبيل.

فرنسا



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى