أمين سر الحد لـ«الوطن الرياضي»: الاستقرار الفني والإداري مكّنّا من العودة لدوري ناصر بن حمد الممتاز

وليد عبدالله
المدرب كرامي قدم استراتيجيته لبناء فريق قادر على الاحتفاظ بمقعده بين الكبار
عرض قائمة مميزة من اللاعبين المحليين على مجلس الإدارة لاختيار الأنسب منها
نسعى لاستثمار الأرض الواقعة ما بين المبنى الإداري الحالي والمجمع التجاري
من المتوقع الانتهاء من مشروع إنشاء مبنى إداري جديد بنهاية يونيو 2028
خصخصة الأندية يمكن أن يسهم في تحويلها من الهواية إلى الاحتراف
رابطة دوري ناصر بن حمد تشكل مرحلة مهمة في تاريخ الكرة البحرينية
أكد أمين السر العام بنادي الحد الرياضي أحمد البهدهي أن الاستقرار الفني والإداري مكّن الفريق الكروي الأول بالنادي من العودة إلى دوري ناصر بن حمد الممتاز، رغم الصعوبات والتحديات التي واجهت النادي خلال الموسم، مشيراً إلى أن فريق كرة القدم بالنادي عانى الأمرّين من سوء أرضية الملعب الطبيعي، حيث اضطر إلى إقامة حصصه التدريبية على ملاعب الأندية الأخرى.
.وقال البهدهي، في حوار مع “الوطن الرياضي“، إن المدرب إسماعيل كرامي قدم لمجلس الإدارة خطة عمله للموسم القادم، واستراتيجيته في بناء فريق قادر على الاحتفاظ بمقعده بين الكبار، مشيراً إلى أن هناك قائمة مميزة من اللاعبين المحليين تم عرضها على مجلس الإدارة لاختيار الأنسب والأفضل للفريق.
وأوضح أن النادي طرح بمجلس المناقصات والمزايدات مناقصة لاستثمار الأرض الواقعة ما بين المبنى الإداري الحالي والمجمع التجاري، لافتاً إلى أن الهيئة العامة للرياضة وافقت على إنشاء مبنى إداري جديد وعصري يشمل جميع المرافق اللازمة للنادي النموذجي، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع بنهاية شهر يونيو 2028.
واعتبر أن خصخصة الأندية يمكن أن يسهم في تحويلها من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف، مؤكداً أن رابطة دوري ناصر بن حمد تشكل مرحلة مهمة في تاريخ الكرة البحرينية، وسيكون لها انعكاس إيجابي على مستوى المنتخبات الوطنية. وفيما يلي نص الحوار:
س/ بداية نود أن نبارك لكم صعود الفريق الكروي الأول إلى دوري ناصر بن حمد الممتاز لكرة القدم.. حدثنا عن الفريق في هذا الموسم، وكيف استطاع العودة من جديد إلى دوري الكبار؟
بداية أحب أتوجه بالشكر والتقدير لك شخصياً، وإلى القسم الرياضي بصحيفة الوطن على ما تقومون به من تغطيات متميزة لكافة الفعاليات والبطولات الرياضية المحلية وأيضاً الخارجية، كما أقدم شكري وتقديري إلى جميع المنصات الإعلامية البحرينية التي بلا شك لعبت دوراً محورياً كبيراً في تغطية فعاليات الموسم الرياضي المنصرم، وعلى جميع الأصعدة ومختلف الألعاب الرياضية.
كما أود أن أنتهز الفرصة لكي أهنئ رئيس وأعضاء مجلس الإدارة والجهازين الفني والإداري واللاعبين وجماهير النادي على صعود الفريق إلى مصاف دوري ناصر بن حمد الممتاز لكرة القدم، وهذا ليس بغريب على نادٍ في حجم نادي الحد العريق، الذي ارتبط اسمه بالبطولات الكروية، للأمانة منذ أن تولى مجلس الإدارة الجديد مسؤولية النادي للدورة الانتخابية 2024-2028، عقد العزم على حلحلة الملفات العالقة من قبل الإدارة السابقة، فبدأ مجلس الإدارة تحليل وضع النادي إدارياً ومالياً من أجل البحث عن الحلول التي تسهم في تطوير العمل الإداري والفني بالنادي.
إن نجاح العمل الإداري هو نجاح العمل الفني، وهذا بالفعل ما قام به مجلس الإدارة في أول اجتماع له، فتم التوافق على أن يكون الهدف الرئيسي هو عودة الفريق الأول لدوري ناصر بن حمد؛ ومن ثم التفكير في كيفية إحراز بطولة الدرجة الثانية، فتم عودة بعض الإداريين السابقين للفريق، والذين يمتلكون الخبرات في قيادة الفريق، وأيضاً عملت الإدارة على استقطاب بعض اللاعبين المحليين المؤثرين فنياً، وفي الوقت نفسه قرر مجلس الإدارة الاستعانة بخدمات المدرب الوطني القدير إسماعيل كرامي، الذي كان له الأثر الكبير في تحقيق النتائج الإيجابية هذا الموسم.
وبالرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهت النادي خلال الموسم من كثرة الإصابات القوية والمؤثرة، فخسر الفريق في أولى مباريات الدوري لاعبه المحترف ديمبا، بالإضافة إلى إصابة لاعبين محليين أمثال علي منير وأحمد حبيب، إلا أن الفريق تمكن من مواصلة الفوز وجمع النقاط؛ بسبب الاستقرار الفني والإداري.
أما عن جانب سوء أرضية الملعب الطبيعي بالنادي، فإن الفريق عانى الأمريّن من تلك المشكلة، حيث اضطر إلى إقامة حصصه التدريبية على ملاعب الأندية الأخرى التي تربطنا علاقات أخوية متينة قائمة على التعاون المشترك، بالرغم من المتابعة الحثيثة لمجلس الإدارة مع الهيئة العامة للرياضة، التي بذلت الجهود في عملية التنسيق لإيجاد ملاعب بديلة للفريق.
س/ ماذا بعد الصعود؟ هل هناك تحركات لتدعيم صفوف الفريق الكروي الأول؟ هل النادي بدأ فعلياً بتحركات جادة لتعزيز صفوفه؟ هل سيكون هناك معسكر خارجي للفريق في مرحلة الإعداد؟
نحن في نادي الحد، دائماً ما نقيم عملنا بعد نهايته، فالتقييم يعد مرحلة مهمة من مراحل العملية الإدارية الحديثة التي ترتكز على العمل المؤسسي، فبعد ضمان عودة الفريق إلى دوري ناصر بن حمد الممتاز، قرر مجلس الإدارة تجديد الثقة في المدرب إسماعيل كرامي، الذي بدوره قدم لمجلس الإدارة خطة عمله للموسم القادم واستراتيجيته في بناء فريق قادر على الاحتفاظ بمقعده بين الكبار، كما أن هناك قائمة مميزة من اللاعبين المحليين تم عرضها على مجلس الإدارة لاختيار الأنسب والأفضل، أما بخصوص المعسكر الخارجي للفريق، فإن فكرة إقامة المعسكر الخارجي فكرة صحية وقائمة، ولا زالت تحت الدراسة، حيث غالباً ما ستكون في إحدى الدول الخليجية القريبة.
س/ من الملاحظ أن نادي الحد كان أحد المنافسين على الألقاب المحلية؟ فماذا حدث.. وما هي الأسباب التي أدت إلى لهبوطه إلى دوري المظاليم الموسم الماضي؟
فعلاً نادي الحد من الأسماء والمنافسين على الألقاب المحلية، وأيضاً لديه مشاركات خارجية إقليمية متمثلة في مشاركته في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لنسختين سابقتين، فهناك أسباب أدت إلى تدهور نتائج الفريق ودخوله في ملحق الهبوط، ولعلها المشاكل الإدارية داخل أروقة مجلس الإدارة السابق التي قصفت بروح الفريق الواحد، فكان لها التأثير السلبي على النتائج، فعندما تكون الخبرة الإدارية في إدارة شؤون النادي قليلة، حينها يصعب على المرء أن يحقق طموحاته في تطوير العمل الإداري، ناهيك عن الخلافات داخل مجلس الإدارة، وعدم توافق وجهات النظر نحو المصلحة العامة للنادي.
س/ حدثنا أكثر عن اهتمام النادي بفرق الفئات العمرية.. هل اتجه النادي للعمل مع إحدى الأكاديميات الكروية للإشراف على فرق الفئات العمرية؟
الإدارة السابقة وقعت اتفاقية تعاون لخمسة أعوام مع إحدى الأكاديميات الكروية الخاصة، والتي بالفعل قامت بالإشراف على فرق النادي للفئات العمرية تحت 15 و17 عاماً، أما عن خطط النادي فيما يخص بالاهتمام بالفئات العمرية، فقد شكل النادي أجهزة إدارية وفنية قادرة بإذن الله على توفير برامج تدريبية مخصصة لكل فئة عمرية، كما أن قطاع الفئات العمرية بالنادي يقوم بتقييم أداء الأجهزة وتقديم الإرشادات والملاحظات اللازمة.
س/ ماذا عن الاستثمارات بالنادي وما هو جديدكم على مستوى هذا ملف المهم؟
بعد موافقة النادي على مشروع استثمار بيت التمويل الخليجي للمبنى التجاري، واصل مجلس الإدارة في البحث عن الفرص الاستثمارية المحيطة بالنادي، والتي تمثل في استثمار الأرض الواقعة ما بين المبنى الإداري الحالي والمجمع التجاري، حيث تم طرح ذلك المشروع الاستثماري في مجلس المزايدات التابع للدولة.
س/ بحسب ما هو متداول هناك توجه من قبل الهيئة العامة للرياضة لبناء مبنى إداري متكامل للنادي. حدثنا أكثر عن ذلك؟
نعم هذا الكلام صحيح، هناك فعلاً موافقات رسمية من الهيئة العامة للرياضة على إنشاء مبنى إداري جديد وعصري يشمل جميع المرافق اللازمة للنادي النموذجي، وقد رصدت لهذا المشروع ميزانية كبيرة، حيث ستبدأ المرحلة الأولى من المشروع مع بداية العام القادم 2026، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع بنهاية شهر يونيو 2028، أي مع نهاية الدورة الانتخابية للمجلس الحالي.
س/ أحمد البهدهي أحد خريجي برنامج دبلوم الإدارة الرياضية. كيف كان مردود ذلك على تطوير قدراتك الذاتية، وكيف كان مردود ذلك وانعكاساته على تطوير أدوات وطرق العمل بنادي الحد؟
نعم دراسة دبلوم الإدارة الرياضية المتقدمة زرعت بداخلي الثقة بالنفس، وبلورت الأفكار الشخصية إلى واقع ينتفع به في جميع المجالات، كما أن دبلوم الإدارة الرياضية المتقدمة طور لدى القدرات الذاتية، والتي أثرت بشكل كبير على العمل الإداري والتنظيمي بالنادي، فمع قدوم المجلس الحالي، وبقناعة وموافقة من جميع أعضاء مجلس الإدارة، تم تطوير ووضع هيكل تنظيمي للنادي من خلال تحديد مهام أعضاء المجلس وتشكيل لجان داخلية، منها على سبيل المثال لجنة الاستثمار والتسويق، ولجنة الحوكمة، واللجنة الفنية.
كما أن دبلوم الإدارة الرياضية أضاف لي شخصياً القدرة على إدارة المؤسسات الرياضية، ومعرفة استراتيجيات التسويق والاستثمار الرياضي، بالإضافة إلى أن تخرجي من برنامج الدبلوم جعلني أصبح محاضراً أكاديمياً بالأكاديمية الأولمبية البحرينية.
س/ لقد كانت لك تجربة على المستوى الإعلامي.. حدثنا أكثر عن هذه التجربة.. وماهي انعكاساتها وتأثيراتها؟
تعتبر التجربة الإعلامية من العناصر الأساسية في تشكيل الوعي الرياضي، حيث تلعب وسائل الإعلام دوراً حيوياً في توجيه الرأي العام، فمن خلال كتاباتي المتواصلة في عمود “الحر الرياضي“، أتطرق للكثير من القضايا المهمة للرياضة البحرينية مع إيجاد الحلول لهذه القضايا.
كما أني أعتز بتجربة مشاركتي مع الفريق الإعلامي لمنصة الأحمر الرياضية خلال تغطية المنصة لمنافسات ”خليجي 26“ التي أقيمت في دولة الكويت، كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس، حيث أجرينا لقاءات وحوارات مع مجموعة من الرياضيين والشخصيات الرياضية.
س/ بما أنك موجود الآن ضمن الجسد الرياضي البحريني وتحديداً في نادي الحد.. فمن وجهة نظرك ماذا تحتاج الأندية البحرينية لتصبح أندية نموذجية احترافية؟
لكي تصبح الأندية البحرينية أندية نموذجية احترافية تحتاج إلى عدة جوانب أساسية، منها البنية التحتية، من تحسين وتطوير الملاعب والمرافق الرياضية، وتوفير منشآت تدريبية حديثة، كما تحتاج الأندية إلى الإدارة الاحترافية والمؤهلة أكاديمياً من حيث تشجيع الإداريين ذوي الخبرة في إدارة المؤسسات الرياضية والقادرة على وضع خطط استراتيجية واضحة للأهداف والتطوير.
وأيضاً تحفيز القطاع الخاص والشركات للمساهمة والمشاركة في تحويل أنديتنا من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف، من خلال مشروع خصخصة الأندية، وهذا بلا شك يحتاج إلى قرار سيادي لتنفيذه.
س / بعد ترشحك لعضوية مجلس إدارة رابطة دوري ناصر بن حمد الممتاز لكرة القدم، ماذا تقول عن تلك الرابطة؟
تشكيل رابطة لدوري ناصر بن حمد، تعد مرحلة مهمة في تاريخ الكرة البحرينية لما لها من تأثيرات إيجابية على كرة القدم من خلال تنظيم المسابقات بشكل احترافي قائم على تحسين جودة اللعب، وهذا سيساهم في رفع مستوى الاحترافية بين الأندية، وبالتالي سينعكس إيجابياً على مستوى المنتخبات الوطنية.
س/ بما أنك عضو في جمعية البحرين الرياضية الاجتماعية.. حدثنا أكثر عن هذه الجمعية والأهداف التي تسعى لترسيخها في المجتمع الرياضي البحريني؟
عندما نتحدث عن جمعية البحرين الرياضية الاجتماعية، فإننا نتحدث عن حلم راود الكثيرين من الرياضيين وخاصة أخونا المرحوم جمعة هلال، الغائب الحاضر وصاحب فكرة تأسيس كيان يجمع الرياضيين وتحديداً القدامى، وتأسيس الجمعية بقرار من وزارة التنمية الاجتماعية وضع مجلس الإدارة أمام مسؤولية كبيرة في كيفية تحقيق الأهداف، والتي تسعى إلى تشجيع روح التكافل والتواصل بين الرياضيين على مختلف الأصعدة، بالإضافة إلى رعاية اللاعبين من أعضاء الجمعية ودعمهم معنوياً.
وبهذه المناسبة، ندعو الرياضيين إلى المساهمة في تحقيق الأهداف من خلال انضمامهم لعضوية الجمعية.
س/ كلمة أخيرة؟
أود في الختام أن أكرر شكري وتقديري لكم على منحي هذه الفرصة في التحدث عن الرياضة البحرينية وعن المنظومة الحداوية، وأتمنى أنكون قد وفقت في الإجابة على أسئلتكم بكل شفافية وأمانة، متمنياً لـ“الوطن الرياضي“ والقائمين عليها كل التوفيق والنجاح في جهودها لخدمة الإعلام الرياضي والرياضة البحرينية.