فرنسا تدعو لفتح أبواب غزة للصحفيين لتوثيق ما يحدث فيها

دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إسرائيل، اليوم الثلاثاء، إلى السماح للصحافة الأجنبية بدخول قطاع غزة مع تزايد التحذيرات من مجاعة.
وقال بارو في مقابلة مع إذاعة “فرانس إنتر” من شرق أوكرانيا: “أطالب بالسماح للصحافة الحرة والمستقلة بالوصول إلى غزة لتوثيق ما يحدث فيها”.
جاء ذلك غداة مطالبة 25 دولة غربية، الإثنين، بإنهاء الحرب في غزة “فورا”، معتبرة أن معاناة المدنيين الذين تتهددهم المجاعة بلغت “مستويات غير مسبوقة”.
ويأتي البيان المشترك الذي وقّعته دول تتقدمها بريطانيا فرنسا وإيطاليا وكندا وأستراليا، بعد 21 شهرا على بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، والتي نتجت عنها أوضاع إنسانية كارثية تطال سكان القطاع الذين يتخطى عددهم مليوني شخص، بلغت حد الجوع وسوء التغذية، مع تقييد الدولة العبرية دخول المساعدات الإنسانية.
وحضت هذه الدول “الأطراف والمجتمع الدولي على التوحد في جهد مشترك لإنهاء هذا النزاع المروع عبر وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار”.
واعتبرت أنه “من المروّع أن يكون أكثر من 800 فلسطيني قد قتلوا وهم يحاولون الحصول على مساعدة”، وأن “رفض الحكومة الإسرائيلية تقديم مساعدة إنسانية أساسية للمدنيين غير مقبول”.
ورحبت الخارجية المصرية بالنداء و”ما تضمنه من مطالبة واضحة بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة”.
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “صدمته” جراء المعاناة الإنسانية في غزة، محذّرا من أن “آخر شرايين الحياة” لسكانه باتت على شفا الانهيار.
وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، إن “آخر الشرايين التي تبقي السكان على قيد الحياة على شفا الانهيار”، مضيفا “يدين الأمين العام بشدة العنف المتواصل، بما في ذلك إطلاق النار وقتل وإصابة الأشخاص الذين يحاولون الحصول على طعام لعائلاتهم”.
كارثة إنسانية
وتتكرر بشكل شبه يومي في القطاع التقارير عن مقتل فلسطينيين بنيران إسرائيلية أثناء انتظارهم المساعدات، بحسب الدفاع المدني وشهود. وأفادت الأمم المتحدة بأن نحو 800 شخص قتلوا أثناء ذلك منذ أواخر مايو/أيار.
ويتركز ذلك قرب مراكز تابعة لـ”مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، والتي ترفض الأمم المتحدة ومنظمات دولية التعاون معها بسبب مخاوف من حيادها وتمويلها.
ويواجه سكان غزة نقصا حادا في الغذاء والاحتياجات الأساسية، فيما تفيد جهات طبية والدفاع المدني ومنظمة “أطباء بلا حدود” بتسجيل ارتفاع ملحوظ في حالات سوء التغذية خلال الأيام الأخيرة.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنها تتلقى “رسائل يائسة من الجوع” بما في ذلك تلك التي تصلها من موظفيها في غزة.
وقالت الأونروا إن النقص في الإمدادات أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في غزة بمقدار 40 ضعفا، في حين تتوافر في مستودعاتها خارج القطاع مساعدات تكفي لإطعام “جميع السكان لأكثر من ثلاثة أشهر”.
وجاء النداء الدولي عقب ليلة من القصف المدفعي المكثف على دير البلح، وفق الدفاع المدني وشهود عيان، وذلك غداة إصدار الجيش الإسرائيلي إنذارا للسكان بالإخلاء، معلنا أنه سيوسّع نشاطه في منطقة لم يسبق أن شهدت عمليات برية منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.