بيتكوين تقترب من أعلى مستوى في تاريخها رغم لغز تراجع البحث على جوجل

على الرغم من أن بيتكوين تقترب حاليًا من أعلى سعر وصلت إليه في تاريخها، فإن بيانات محرك البحث جوجل تظهر أن الاهتمام العام بالعملة لا يعكس هذا الارتفاع، بل تراجع إلى مستويات شوهدت آخر مرة في السوق الهابطة عام 2022، عندما كان سعر بيتكوين لا يتجاوز 16,000 دولار.
سعر مرتفع واهتمام منخفض.. مفارقة لافتة في سوق بيتكوين
في وقت كتابة هذا التقرير يتم تداول بيتكوين عند نحو 106,000 دولار، ومع ذلك تظهر بيانات Google Trends أن عدد عمليات البحث عن مصطلح “بيتكوين” لم يشهد أي ارتفاع يذكر، بل ظل قريبًا من المستويات التي رصدت خلال فترة السوق الهابطة قبل ثلاث سنوات.
هذا التناقض بين ارتفاع السعر الحاد وتراجع الاهتمام الشعبي أثار نقاشًا واسعًا داخل مجتمع العملات الرقمية، فعادة ما يرتبط وصول بيتكوين إلى مستويات تاريخية جديدة بارتفاع كبير في عدد المستثمرين الأفراد مدفوعين بموجات من الخوف من تفويت الفرصة (FOMO) ، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
غياب المستثمرين الأفراد.. تفسير محتمل للظاهرة
أشار أحد المستخدمين على منصة X إلى أن المستثمرين الأفراد لا يظهرون حماسًا كبيرًا نحو ارتفاع السعر الحالي، وأن هذه القفزة السعرية لا تكفي وحدها لتحفيز دخولهم، وبحسب رأيه فإن دخول “الدماء الجديدة” للسوق لن يحدث إلا إذا شهدت العملات البديلة (altcoins) انفجارًا في الأسعار، وهو ما قد يفتح الباب أمام المؤسسات الكبرى لبيع ممتلكاتها وتحويل المخاطر إلى القادمين الجدد.
هذا الرأي يتماشى مع تحليلات منصة Matrixport التي ترى أن المستثمرين على المدى المتوسط والطويل هم من يشكلون القاعدة الأساسية لحاملي بيتكوين حاليًا، في حين أن مشاركة المستثمرين الأفراد لا تزال عند أدنى مستوياتها.
المؤشرات لا تقتصر على جوجل فقط
ليس محرك البحث جوجل وحده من يُظهر هذا الفتور، فقد أظهرت أيضًا بيانات من ويكيبيديا تراجعًا ملحوظًا في عدد زوار الصفحات المتعلقة بالعملات الرقمية، مما يعزز الانطباع بأن السوق يفتقر إلى مشاعر الحماس أو “النشوة” التي غالبًا ما ترافق الفقاعات السعرية الكبرى.
تاريخيًا ارتبطت فترات الذروة في السوق بحالات من الاهتمام الشعبي المرتفع خاصة في ظل ارتفاعات حادة في الأسعار ومعدلات البحث وهو ما لا يبدو أنه يحدث حاليًا.
صمت ما قبل العاصفة؟ أم سوق يفتقد الزخم؟
رغم هذه المؤشرات السلبية يرى بعض المراقبين أن الوضع قد يكون مبشرًا أكثر مما يبدو، فقد وصف أحد المستخدمين على منصة X هذا التراجع في الاهتمام بأنه “الهدوء الذي يسبق الانفجار” مرجحًا أن تشهد السوق قفزة كبيرة قريبًا مستندًا إلى انخفاض مستويات التقلب حاليًا.
مستخدم آخر أشار إلى أن بيتكوين تمر الآن بفترة استقرار نادرة، لكنها لن تستمر طويلًا متوقعًا استمرار الصعود مع بدء الأسواق في إدراك الإمكانات الحقيقية للعملة.
الفرص والمخاطر المحتملة في ظل غياب المشاركة الشعبية
يمثل ضعف مشاركة المستثمرين الأفراد سلاحًا ذا حدين، فمن جهة قد يكون ذلك مؤشرًا على أن السوق لم تصل إلى مرحلة الفقاعة، وهو ما يخفف من احتمالات الانهيار المفاجئ، ولكن من جهة أخرى فإن استمرار الصعود دون ضخ سيولة جديدة من المستثمرين قد يعرض السوق لمخاطر في حال قررت المؤسسات الكبرى البيع، في ظل غياب مشترين جدد.
وذلك يكتسب أهمية إضافية نظرًا لأن غالبية بيتكوين اليوم مملوكة لمؤسسات كبرى، وفي غياب موجة جديدة من المستثمرين قد تواجه هذه المؤسسات صعوبة في تصريف ممتلكاتها عند مستويات مرتفعة، مما يزيد من احتمالية حدوث تصحيح حاد.
توقعات مستقبلية إيجابية رغم الفتور الحالي
على الرغم من هذا الهدوء الظاهري تواصل المؤسسات المالية إصدار توقعات متفائلة حول مستقبل بيتكوين، وقد توقعت مؤخرًا مجموعة HashKey أن تتجاوز بيتكوين حاجز 300,000 دولار خلال عام 2025، مما يضيف بعض التفاؤل إلى المشهد العام، حتى وإن لم يكن الاهتمام الشعبي حاضرًا بقوة حتى الآن.