مونيرو تعود بقوة.. ارتفاع بنسبة 30% وسط تجدد الاهتمام بالعملات الرقمية الخاصة

عادت عملة مونيرو إلى واجهة المشهد الرقمي بقوة خلال مايو الجاري، بعد أن شهدت ارتفاعًا لافتًا بنسبة تقارب 30% لتتداول عند مستوى 362 دولارًا.
هذا الصعود لم يأتِ من فراغ بل يعكس عودة الاهتمام العالمي بالعملات الرقمية التي تتمحور حول مفهوم الخصوصية، وذلك وسط تنامي المخاوف من الرقابة المتزايدة والتشريعات التنظيمية الصارمة التي باتت تفرضها الحكومات والبنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم.
تزايد الطلب على العملات التي تضمن الخصوصية
في الوقت الذي تشهد فيه سوق العملات الرقمية حالة من التماسك والتقلب، استمرت مونيرو في مسارها الصاعد دون تأثر كبير بحسب تقرير حديث صادر عن منصة Bitfinex .
وأشار التقرير إلى أن هناك اهتمامًا متجددًا بعملات مثل مونيرو وZCash وDecred ويعود هذا الاهتمام إلى تنامي القلق من الإجراءات التنظيمية التي تزداد حدة، وعلى رأسها فرض الأطر الخاصة بالعملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDCs) ، بالإضافة إلى تطبيق سياسات اعرف عميلك (KYC) ومكافحة غسل الأموال (AML).
ما يميز مونيرو عن غيرها هو تركيزها الكامل على إخفاء هوية المستخدم حيث تعتمد على تقنيات متقدمة مثل التوقيعات الحلقية، والعناوين السرية، والمعاملات المخفية، وهذه الآليات تتيح إجراء عمليات تحويل تظل هوية المرسل والمستلم والمبلغ المتداول فيها مخفية تمامًا، مما يجعل مونيرو خيارًا مفضلًا لمن يقدّرون خصوصيتهم.
مجتمع نشط وتحركات لامركزية لمواجهة القيود
رغم النمو القوي لم تكن رحلة مونيرو خالية من العراقيل، فقد تعرضت العملة لحملات شطب من عدد من منصات التداول الكبرى من بينها منصة “كراكن”، التي عزت ذلك إلى تحديات الامتثال التنظيمي، ومع ذلك فإن مجتمع مونيرو أثبت صلابته، إذ بدأ في تحويل أنشطته نحو الأسواق اللامركزية ومنصات التداول من نظير إلى نظير (P2P) ، وهو توجه يعكس تمسك هذا المجتمع بمبادئ الاستقلال المالي وروح السايبر بانك.
تقرير Bitfinex وصف هذا التحول بأنه يمثل “نهضة هادئة” لمونيرو، وأشار إلى أن النمو المستمر للمجتمع المطور حول العملة يُعيد إلى الأذهان بدايات بيتكوين، من حيث الاعتماد على دعم القاعدة الشعبية وتطور المشروع بعيدًا عن مركزية الأسواق.
إشارات فنية إيجابية تدعم الاتجاه الصاعد
من الناحية التقنية، لا تزال المؤشرات تصب في صالح مونيرو، فقد بلغ سعرها 362 دولارًا حتى وقت كتابة التقرير، وهو ما يمثل نموًا بنسبة تقترب من 30% خلال مايو.
وبحسب بيانات CoinGlass، فإن عقود المشتقات المفتوحة (Open Interest) ارتفعت بنسبة تزيد عن 10% خلال 24 ساعة فقط، لتصل إلى حوالي 42 مليون دولار، وهذه العقود تمثل إجمالي عدد عقود الخيارات أو العقود الآجلة النشطة التي لم تغلق بعد.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفع حجم التداول بنسبة تتجاوز 51% ليبلغ قرابة 57 مليون دولار، وهو ما يشير إلى تزايد اهتمام المتداولين بالعملة، وهذا التزامن بين ارتفاع السعر وحجم التداول والـ Open Interest يعد عادةً إشارة على وجود زخم شرائي قوي خاصة عندما يكون مصحوبًا بتدفق سيولة جديدة إلى السوق.
وفيما يتعلق بالمؤشرات الفنية الأخرى، فإن مؤشر القوة النسبية (RSI) في الرسم البياني لثلاثة أيام وصل إلى 86، وهو ما يدل على حالة تشبع شرائي قد تكون مفرطة، ورغم ذلك لا تزال الإشارات الصادرة عن مؤشر التقارب والتباعد للمتوسطات المتحركة (MACD) إيجابية، حيث جرى تأكيد إشارة الشراء منذ 22 أبريل، بعد أن تجاوز الخط الأزرق خط الإشارة الأحمر.
أما المتوسطات المتحركة فتشير إلى اتجاه صعودي مستقر، حيث يقف المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 يومًا عند نحو 237 دولارًا، ولـ 100 يوم عند حوالي 210 دولارات، بينما يبلغ المتوسط المتحرك لـ 200 يوم قرابة 190 دولارًا، وهذه المستويات تؤكد أن المسار الصاعد ما زال هو الأقل مقاومة، وتدعم احتمالية بلوغ مستوى 400 دولار الذي تم اختباره آخر مرة في مايو 2021.
إشارات تحذيرية يجب أخذها بعين الاعتبار
رغم هذه التوقعات المتفائلة لا يمكن تجاهل التحذيرات المرتبطة بالتشبع الشرائي الحالي، فمستوى RSI المرتفع جدًا قد يشير إلى أن الزخم الصاعد قد يواجه مقاومة مؤقتة، وأن هناك احتمالية لحدوث تصحيح في المدى القريب، والمستويات الحرجة التي يجب مراقبتها في حال حدوث تراجع تشمل منطقة 338 دولارًا، التي كانت مقاومة سابقة في أغسطس 2021، بالإضافة إلى منطقة الطلب عند 288 دولارًا التي تم اختبارها آخر مرة في أبريل 2022.