صفقات برشلونة.. روني بردغجي موهبة جديدة تدخل حسابات فليك

خطوة جديدة من برشلونة تؤكد تغييرًا استراتيجيًا في سياسة التعاقدات، تمثلت في ضم الجناح السويدي الشاب روني بردغجي، صاحب الأصول السورية، بعقد يمتد حتى يونيو 2029، في صفقة أثارت جدلًا واسعًا داخل أوساط الكرة الأوروبية نظرًا لقيمتها المنخفضة وغموض اللاعب نسبيًا.

رهان منخفض التكلفة

جاء التعاقد مع بردغجي بعد تعثّر محاولات ضم نيكو ويليامز بسبب قيود “اللعب المالي النظيف”، ليتجه برشلونة صوب خيار اقتصادي ذكي بضم لاعب شاب مقابل أقل من 2.5 مليون يورو. هذه الصفقة لا تعكس فقط أزمة مالية بل أيضًا تطورًا في عقلية الانتدابات، إذ بات النادي يراهن على الجودة الصاعدة بدلًا من الصفقات الجاهزة المكلفة.

جذور عربية ومسيرة مبكرة

روني من مواليد الكويت عام 2005، لأبوين سوريين من مدينة حلب، وانتقل مع عائلته إلى السويد عام 2012 هربًا من ظروف الحرب. هناك، تألق في فرق الناشئين ثم التحق بصفوف نادي مالمو، قبل أن يخطفه كوبنهاجن الدنماركي وهو في سن الخامسة عشرة. سطوع نجمه لم يتأخر، إذ شارك لأول مرة مع الفريق الأول بعمر 16 عامًا فقط، وسجّل بعدها هدفًا حاسمًا ضد مانشستر يونايتد في دوري أبطال أوروبا.

إصابة واختبار الشخصية

تعرض بردغجي لإصابة قوية في الركبة في مايو 2024، أبعدته عن الملاعب لنحو 11 شهرًا، لكنه عاد بقوة في مارس 2025، ما أظهر صلابة ذهنية عالية، وهو ما يعتبره مسؤولو برشلونة عاملًا حاسمًا في التعاقد معه، إلى جانب موهبته الفنية الكبيرة.

ملف فني متكامل

يلعب بردغجي كجناح أيمن، ويجيد اللعب كمهاجم داخلي وصانع ألعاب، يتميز بسرعة انطلاقاته، وقدرته على المراوغة، والتسديد بكلتا القدمين. يُلقب بـ«ميسي السويد»، ويُقارن بأساطير مثل محمد صلاح وآريين روبن، بفضل طريقته في الاختراق والتهديف من العمق.

أرقام واعدة

سجّل بردغجي 23 هدفًا وصنع 5 في 107 مباريات بمختلف المسابقات، أبرزها:

• 12 هدفًا في الدوري الدنماركي

• هدف أمام مانشستر يونايتد في دوري الأبطال

• 7 أهداف في بطولات الشباب مع منتخب السويد

رغم غيابه الطويل، تظل أرقامه ملفتة لجناح يبلغ 19 عامًا، مع قدرة واضحة على صناعة الفارق في المواقف الفردية.

دمج تدريجي وخطة مستقبلية

ينوي برشلونة إشراك بردغجي تدريجيًا بين الفريق الأول والرديف، بهدف استعادته للياقته الكاملة والتأقلم مع فلسفة هانسي فليك، التي تعتمد على الضغط العالي والتحولات السريعة. كما يُتوقع أن يشكّل دعمًا مباشرًا للامين يامال الذي يعاني من ضغط المباريات، وربما يكون بديلاً مستقبليًا لأنسو فاتي.

نموذج لإستراتيجية ديكو

الصفقة تأتي ضمن رؤية ديكو لتكوين فريق شبابي متكامل بتكاليف مدروسة، إذ يعتبر روني نموذجًا لهذا التوجه، يجمع بين الموهبة والسعر المناسب والتوافق التكتيكي. وليس مصادفة أن يلتحق شقيقه الأصغر ريان بأكاديمية لا ماسيا، في إشارة واضحة إلى مشروع طويل الأمد يراهن عليه النادي.