صحوة مفاجئة لحوت بيتكوين بعد 14 عامًا.. نقل 468 مليون دولار في صفقة غامضة

شهد أحد حيتان بيتكوين صحوة بعد نومه الطويل الممد لـ 14 عامًا، حيث تحرك الحوت النائم منذ عام 2011 خلال الأسبوع الجاري، وبادرت محفظته إلى إرسال 0.0018 بيتكوين تجريبياً قبل أن تنقل لاحقاً كامل رصيده البالغ 3,962 بيتكوين – ما يعادل نحو 468 مليون دولار – إلى وجهة جديدة.
ويعكس هذا التحرك قدرة “الحيتان” القديمة على تنشيط أرصدتها الضخمة بعد سنوات من الركود، لا سيما أنها تراكمت في مطلع الشبكة عندما كان بيتكوين يُسعر عند 37 سنتاً فقط.
لم يقتصر الأمر على هذا الحوت، إذ شهدت الأيام الماضية نشاطاً لعدد من الحيتان الأخرى، ففي 23 يوليو نقلت محفظة قديمة أكثر من 10.6 ألف بيتكوين (بنحو 1.2 مليار دولار)، وحسب منصة Lookonchain، انتقلت أكثر من 40 ألف بيتكوين هذا الشهر، قُسم جزء منها إلى شركة Galaxy Digital للتخزين الآمن.
ويُرجّح محلّلون مثل كونور غراغان من Coinbase أن هذه الأرصدة تعود لمعدنين استلموا 50 بيتكوين مكافأة عن كل كتلة، ما يفسر ضخامة الأرصدة. ورغم هذه الصفقات الضخمة، استقر سعر البيتكوين قرب مستوى 118,500 دولار مع هدوء عام في سوق العملات الرقمية.

وتُعدّ محافظ “الحيتان” وهي التي تحوي كميات ضخمة من البيتكوين – وغالباً أكثر من ألف عملة في المحفظة الواحدة – من أهم المؤشرات التي يراقبها المشاركون في السوق.
وتحرك أي رصيد كبير بعد سنوات من السكون يرفع مفاجأة “أيام العملة المدمرة” Coin Days Destroyed، وهو مقياس لحجم العملات التي انتقلت بعد فترة طويلة من الثبات.
وارتفاع ذلك المؤشر بشكل حاد يشي غالباً بموجات بيع أو نقل إلى مخازن باردة، ما ينعكس فوراً على السيولة المعروضة ويثير تكهنات حول نية المالكين.
وسبق أن شهدنا صحوات مماثلة لمحافظ قديمة في أعقاب مناسبات مثل نصف المكافأة (الهافينغ) أو قفزات سعرية تاريخية؛ إذ يعتمد عدد من كبار المعدّنين الأوائل على تخزين مفاتيحهم لمدة طويلة قبل مراجعتها أو نقل الأرصدة إلى خدمات التخزين المؤسسي.
ويدفع ذلك بعض المراقبين للاعتقاد بأن من يقف وراء هذه التحركات قد يكون من جيل “ساتوشي” أو من أوائل المناصرين الذين جمعوا البيتكوين بسعر بنسات معدودة، وهو سيناريو يعيد إلى الأذهان كيف تحوّلت هذه الأرصدة النادرة إلى أدوات ضغط نفسي ورقمي في آن معاً على مشهد العملات الرقمية.