سوق السيارات العالمي.. الاتجاهات الحالية والمستقبلية بالأرقام

حمدي عبد العزيز
يُعد سوق السيارات العالمي محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي العالمي، إذ ساهم إنتاج السيارات في 2023 بنحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتشهد صناعة السيارات العالمية تحولاً جذرياً مدفوعاً بالتقدم التكنولوجي والانتقال المتزايد نحو وسائل النقل الحديثة، في وقت تتوسع فيه الأسواق الناشئة بوتيرة متسارعة، لتصبح هذه الصناعة إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد العالمي؛ نظراً لارتباطها بالتجارة والصناعة والابتكار.
وبلغت قيمة السوق 4.36 تريليونات دولار عام 2024، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 6.7 تريليونات دولار بحلول 2032 بمعدل نمو سنوي 5.66% وفق منصة FinTech Future، أما على صعيد الإنتاج، فقد تم تصنيع 92.5 مليون سيارة في 2024، شكّلت سيارات الركاب منها 73% “67.7 مليون سيارة”،
وتتصدر الصين المشهد بوصفها أكبر منتج ومستهلك للسيارات عالميًا. ففي عام 2024، أنتجت 31.28 مليون سيارة وباعت 31.44 مليون سيارة، بنمو 3.7% في الإنتاج و4.5% في المبيعات مقارنة بالعام السابق. وارتفعت صادرات السيارات بنسبة 20% تقريباً لتصل إلى 5.9 مليون وحدة، بينها نحو مليون سيارة كهربائية.
وتلتها في المرتبة الثانية الولايات المتحدة بحصة 11.3% من الإنتاج العالمي للسيارات، بدعم من “تسلا” التي تعد صانعة السيارات الأكثر قيمة في العالم. ثم اليابان في المركز الثالث بنسبة 9.6% من إنتاج السيارات العالمي، بدعم من شركات صناعة السيارات الرائدة مثل “تويوتا” و”هوندا”.
وجاء ترتيب أكبر 10 شركات حسب القيمة السوقية في 2025 كالتالي: تسلا “875 مليار دولار”، تويوتا “أكثر من 238 مليار دولار”، شومي “أكثر من 172 مليار دولار”، ، بي واي دي “135 مليار دولار”، فيراري “نحو 83 مليار دولار”، مرسيدس “نحو 59 مليار دولار”، فولكس فاجن “56 مليار دولار”، بي إم دبليو “نحو 52 مليار دولار”، بورشة “51 مليار دولار”، جنرال موتورز “45 مليار دولار”.
ولطالما هيمنت مدن محددة حول العالم على صناعة السيارات لعقود طويلة، مثل: ديترويت، وتورينو، وطوكيو، وشتوتغارت، وهي التي تتميز بتاريخها التصنيعي الحافل وتطورها التقني. لكن من خلال الاستثمار في بنية تحتية متطورة، مثل سوق السيارات الجديد الذي نتولى تشييده، ويمتد على مساحة 20 مليون قدم مربعة، وسيكون مرتبطاً مع 77 ميناء من حول العالم، سجلت “دبي” إنجازاً جديداً، في الشهور العشرة الأولى حتى نهاية أكتوبر 2024، بمناولته 805 آلاف مركبة في ميناء جبل علي، وأتى أكثر من ربع هذه الكمية من الصين، ما يجعلها الشريك التجاري الأكبر للسيارات.
أما فيما يتعلق بالسوق العالمي للسيارات المستعملة، فإنه يقدر بنحو 1.81 تريليون دولار في 2025، مع توقعات بالنمو إلى حوالي 3.31 تريليون دولار أمريكي بحلول 2034، بمعدل نمو سنوي 6.95% خلال الفترة من 2025 إلى 2034. وتشير التوقعات إلى أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ تهيمن على السوق العالمية للسيارات المستعملة، حيث استحوذت على حصة 34.21% في عام 2024، وتشمل العوامل الرئيسية التي تدفع نمو هذا السوق ارتفاع الطلب على السيارات المستعملة ذات الأسعار المعقولة، خاصة في البلدان النامية.
في المقابل، يشهد سوق السيارات الكهربائية نمواً ملحوظاً، فقد شهدت مبيعات السيارات الكهربائية نمواً استثنائياً لتصل إلى 17 مليون سيارة عالمياً في 2024، بزيادة 25% عن 2023. مع توقعات بوصول حجم السوق إلى 2.73 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2034، بمعدل نمو سنوي يبلغ 6.95% خلال الفترة من 2025 إلى 2034.
وفي السوق العالمي للسيارات الجديدة والمستعملة والكهربائية، تشير التوقعات إلى أن تواصل شركات صناعة السيارات الصينية توسعها عالميا بوتيرة أسرع خلال السنوات القليلة القادمة، ما يمكنها من احتكار 33% من حصة سوق السيارات العالمية بحلول 2030. وتواصل صناعة السيارات العالمية مسارها نحو الكهربة والرقمنة، في ظل ارتفاع الطلب على المركبات الكهربائية وتزايد الاستثمارات في الأسواق الناشئة، وتذكر التوقعات أن السنوات المقبلة ستشهد منافسة أشد بين الشركات التقليدية والناشئة، مع تقدم التكنولوجيا والتحول نحو حلول نقل مستدامة.