رياضة

سباليتي بعد الرحيل عن إيطاليا.. أزمة ثقة وهوية تهدد حلم المونديال



في خطوة جريئة تعكس حجم القلق داخل أروقة الكرة الإيطالية، قرر الاتحاد الإيطالي إقالة المدرب لوتشانو سباليتي بعد خسارة قاسية بثلاثية أمام النرويج، واضعًا بذلك حدًا لمسيرة قصيرة استمرت أقل من عامين، شهدت تقلبات حادة في الأداء والنتائج، وأعادت فتح جراح الفشل المتكرر في بلوغ كأس العالم.

انتهاء التجربة سريعًا

تسلم سباليتي قيادة منتخب إيطاليا في سبتمبر 2023 خلفًا لروبرتو مانشيني، بعد أن بصم على موسم استثنائي مع نابولي. إلا أن رحلته مع الأزوري لم تسر كما كان مأمولًا. وعلى الرغم من بعض النتائج الإيجابية، فإن الخروج من دور الـ16 في يورو 2024 وتلقي الخسارة من النرويج في بداية مشوار تصفيات المونديال شكّل القشة التي قصمت ظهر المدرب.

أرقام متذبذبة

قاد سباليتي إيطاليا في 23 مباراة، حقق خلالها 11 فوزًا و5 تعادلات وتلقى 7 هزائم. سجل المنتخب 38 هدفًا واستقبل 27، مع انطلاقة قوية ضد ليختنشتاين في تصفيات اليورو (4-0) وفوز لافت على فرنسا (3-1) في دوري الأمم الأوروبية، لكنه سقط في اختبار ألمانيا، ثم قدّم أداءً باهتًا في يورو 2024، وتوّجت إخفاقاته بسقوط مدوٍّ أمام النرويج.

أسباب الفشل:

غياب الثبات التكتيكي

لم ينجح سباليتي في فرض هوية فنية واضحة. تعددت تشكيلاته بين 4-4-2 و3-5-2، ما أربك اللاعبين، وأدى إلى فجوات دفاعية، خاصة في مباراة سويسرا. وأقر في تصريحاته بعد اللقاء بصعوبة اللعب بثلاثي دفاعي، ما كشف عن محدودية قدرته على التأقلم مع ظروف التدريب الدولي.

سوء توظيف المواهب

رغم وجود أسماء بارزة مثل باريلا، باستوني، ودي ماركو، إلا أن الأداء الجماعي افتقر للانسجام. فشل في استثمار تألق سكاماكا مع أتالانتا، ولم ينجح في تجاوز تأثير غياب تونالي وفاجيولي بسبب العقوبات، أو إصابات كالافيوري وبونجورنو، ما زاد من عشوائية التشكيل.

الضغوط والقرارات المثيرة للجدل

تولى المهمة في مناخ مشحون عقب فشلين متتاليين في التأهل لكأس العالم. لم تقتصر الضغوط على الجماهير والإعلام، بل تفاقمت بسبب تصريحات سباليتي التي تحدث فيها عن “جاسوس” في معسكر المنتخب، وخلافه مع أتشيربي، مما أحدث انقسامًا في غرفة الملابس.

البحث عن بديل مناسب

يُطرح اسم كلاوديو رانييري بقوة، نظرًا لخبرته الكبيرة ونجاحه في قيادة روما مؤخرًا، إلى جانب إنجازه التاريخي مع ليستر سيتي. يُعد خيارًا واقعيًا ومنسجمًا مع توجه المنتخب نحو كرة دفاعية منظمة.

أما ستيفانو بيولي، مدرب النصر السعودي، فهو خيار آخر مطروح، خصوصًا مع خلفيته في بناء الفرق المتوازنة، غير أنه قد يحتاج إلى فترة للتكيف مع متطلبات المنتخبات، وهو أمر قد لا تملكه إيطاليا في هذه المرحلة الدقيقة.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى