🖊️ بقلم د محمد مسعد
(السجان)
لقطات من سجون سوريا كفيلة بإسقاط النظام .
الحمدلله أني عدت من سوريا قبل يومين من سقوطها وأنا على قناعة أن التأمر على سوريا والعراق واليمن كبير… لكن في السجون تُعرف عدالة الأنظمة فالنظام العادل يحكم بالحق والنظام الظالم يحكم بزوالة.
مصير الأمم يُبنى على قرارات العدل الظلم ليس فقط جريمة ضد الآخرين بل هو حُكم على النفس بالهلاك أن تجد شخص قضى نصف عمره أو أكثر داخل السجن بتهمه تافهه لاشئ أكثر وجعا من سجن انسان بتهمة لم يرتكبها،،
السجن قد يأسر الجسد ولكن الظلم يأسر الروح عندما يُحبس المظلوم بغير حق فإن السماء تسمع أنينة وإن تأخر عدل الأرض الظلم لا يطول فعدالة الله لا تخيب….
(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربا).
دمعت عيني من قساوة المشاهد ومن الفجور في الخصومة مع من يخالفك الرأي لم يدركوا أن الاختلاف في التفكير والأشكال والألوان سنة الله ووارد قال تعالى( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين) ولذلك خلقهم
إن لم يحكمنا دين أو شرع لابد أن تحكمنا الإنسانية والمروءة والرحمة والتسامح
السجن لمدة أسبوع كافي لتأديب شخص ماقيدت حريتة من قبل
والسجن لشهر كافي لإعادة تفكير السجين وإصلاح سلوكه حسب ما تريد وإن لم يكن مقنع بفكرك
أما السجن لخمس سنوات أو لعشرين سنة أو أكثر بتهمه سياسية ظلم يصيح له باب العرش ويوحي أن الملك زائل( أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا)
أي وجة يحمل السجان وقد نزعة من قلبه الرحمة والشفقة .
السجّان الذي لا يرحم، هو إنسان جُرِّد من أسمى معاني الإنسانية، ورضي لنفسه أن يكون سيفًا مسلطًا على رقاب الضعفاء.
يعيش بين الجدران الباردة، محاطًا بأنين المظلومين وصرخات المستضعفين، ولكنه اختار أن يصم أذنيه ويغلق قلبه.
قلبه أصبح كالحجر، لا تهتز له مشاعر ولا تدمع له عين، كيف يأكل ويهنأ؟ يأكل كما يأكل الوحش المفترس، بلا وازع من ضمير، وكأن دموع المساجين وآلامهم لا تطفو على كل لقمة يتناولها.
كيف يهنأ بالشرب؟ يشرب وكأن العطش لا يعرف طريقه إلى شفتيه، متناسيًا أن كل قطرة تروي جسده ربما خرجت من دموع أم فقدت ولدها أو زوجة أُخذ زوجها ظلمًا.
لقد باع هذا السجّان إنسانيته بثمن بخس،
إنه يعيش كأنه ميّت بين الأحياء، لا يعرف معنى الرحمة، ولا يتذوق طعم السلام الداخلي.
😱 وسؤال يظل يلاحقه، ولو كتمه ضميره المنطفئ وقلبه المتوحش:
كيف سأقف يومًا أمام رب العدل، حين تُكشف الحقائق، ولا تنفع الأعذار؟
ولنعيش بأمان أدركت أن أول المفاوضات هي إطلاق السجناء
الكل مقابل الكل والا لا خير فينا
وما عدا ذلك هي مغالطات ومبررات
ولو أراد الله أن ينزع الملك من أحد سيقوم به من هم خارج السجن كما حدث في سوريا
فلا نغالط أنفسنا أن القله من المساجين سيغيروا في المعادلة شيء والسلام.