متلازمة الشاشات الإلكترونية.. الخطر المستتر خلف الأجهزة الذكية

مع التقدم التكنولوجي السريع أصبحت الأجهزة الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية حتى للأطفال، الذين باتوا يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات، سواء في مشاهدة التلفاز أو ممارسة الألعاب الإلكترونية.
هذا الاستخدام المفرط قد يؤثر بشكل مباشر على صحتهم الجسدية والنفسية، ويزيد من احتمال إصابتهم بما يُعرف بمتلازمة الشاشات الإلكترونية.
متلازمة الشاشات الإلكترونية
متلازمة الشاشات الإلكترونية (Electronic Screen Syndrome) هي حالة ناتجة عن التعرض المفرط للأجهزة الرقمية، مما يؤدي إلى تحفيز الجهاز العصبي بشكل مفرط، ويؤثر سلبًا على المزاج، التركيز، والسلوك كما قد يُصاحبها أعراض جسدية، مثل: إجهاد العين، آلام الرقبة.
وأحيانا تظهر علامات الإدمان على الأطفال، خصوصًا من تتراوح أعمارهم بين سنتين وست سنوات، حيث يقضون ما بين ساعتين إلى أربع ساعات يوميًا أمام الشاشات.
أبرز أعراض متلازمة الشاشات الإلكترونية
وعلى الرغم من أن هذا المفهوم لا يزال حديثًا نسبيًا، إلا أن الدراسات تشير إلى مجموعة من الأعراض الشائعة التي تظهر لدى الأطفال المصابين، منها:
تقلبات مزاجية ملحوظة أو مفاجئة
نوبات غضب متكررة ومبالغ بها
التهيج والسلوك الاندفاعي
ضعف التركيز وتراجع المستوى الدراسي
الأرق واضطرابات النوم
صعوبة في التعلم
قلق واكتئاب
تجنب التواصل الاجتماعي، وأحيانًا ظهور أعراض مشابهة للتوحد (تزول عادة بعد تقليل التعرض للشاشات(
كما يُلاحظ أن الاستخدام الطويل للشاشات قد يُعيق تطور الدماغ ومهارات التواصل، ويقلل من فرص التفاعل الأسري والاجتماعي الطبيعي.
أسباب وعوامل الخطر
يرتبط ظهور المتلازمة بعوامل عدة، أبرزها:
الاستخدام المطوّل والمتكرر للأجهزة
عمر الطفل كلما كان أصغر، زادت الخطورة
الاستعداد للإدمان
الإصابة باضطرابات مثل التوحد أو فرط الحركة وتشتت الانتباه
وجود مشاكل نفسية أو عصبية
بعض الحالات الصحية مثل الربو أو التحسس الغذائي
ومع ذلك، قد يُصاب أي طفل بهذه الحالة حتى دون وجود عوامل خطر واضحة.
كيف يمكن علاج متلازمة الشاشات الإلكترونية؟
الخطوة الأولى للعلاج هي تقليل، أو عند الحاجة، إيقاف استخدام الأجهزة الإلكترونية تمامًا لفترة تتراوح بين 3 إلى 4 أسابيع. بعض الحالات قد تتطلب فترة أطول، خاصةً عند وجود أعراض إدمان قوية.
في الحالات الأكثر تعقيدًا، يُوصى باللجوء إلى مختصين في الصحة النفسية، حيث يتم اعتماد أساليب علاجية فعّالة مثل:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يهدف لتعديل أنماط التفكير والسلوك المرتبطة باستخدام الشاشات.
العلاج الأسري: لتعزيز التفاهم بين أفراد الأسرة ومساعدة الأهل على اتباع استراتيجيات تربوية فعالة.
العلاج الجماعي: يتيح للطفل مشاركة تجاربه مع آخرين ممّن يمرّون بنفس التحديات، مما يعزز التقبل والدعم النفسي.
نصائح للأهل لتقليل الاعتماد على الشاشات
التقليل من استخدام الأجهزة الرقمية لا يعني حرمان الطفل، بل توجيهه لاستخدامها بشكل مسؤول إليك بعض الإرشادات العملية:
تجنب إعطاء الطفل جهازًا خاصًا به
منع استخدام الشاشات أثناء تناول الطعام أو قبل أداء الواجبات
الامتناع عن استخدامها قبل النوم بساعتين على الأقل
وضع حدود واضحة وصارمة لمدة الاستخدام
استخدام تطبيقات للتحكم في وقت الشاشة
تخصيص وقت للأنشطة العائلية المشتركة
تشجيع اللعب في الهواء الطلق والتفاعل الاجتماعي
مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الطفل، وتوجيهه نحو استخدام هادف وآمن