اخبار عربية ودولية

احتضان الابتكارات البحرينية عبر شراكة بين «الصغيرة» و«المخترعين»



هبة محسن

أعلنت جمعية تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة برئاسة أحمد السلوم عن شراكة استراتيجية مع الجمعية البحرينية للباحثين والمخترعين، بهدف احتضان الأفكار البحرينية وتحويلها إلى مشاريع تجارية قابلة للتنفيذ.

وأكد السلوم، خلال كلمته الافتتاحية لفعاليات ورشة عمل «الابتكار وريادة الأعمال: دعم المخترعين الشباب نحو تحقيق النجاح التجاري»، أن هذه المبادرة تمثل انطلاقة مهمة نحو بناء منظومة متكاملة لدعم الابتكار المحلي، مشيراً إلى أن البحرين تزخر بالمواهب والطاقات الشابة التي تحتاج فقط إلى التوجيه والدعم لتحويل أفكارها إلى إنجازات ملموسة.

وقال السلوم: «نفخر اليوم بنجاحنا في عقد هذه الشراكة مع الجمعية، التي تضم عدداً كبيراً من أصحاب الأفكار الملهمة والاختراعات القابلة للتطوير.

ونؤمن أن هذه الشراكة ستمكننا من تحويل هذه الأفكار إلى مشاريع حقيقية تخدم المملكة، وتسهم في بناء مستقبل مبتكر لأصحابها».

وتهدف الشراكة إلى تمكين المخترعين من تسجيل أفكارهم رسمياً لدى الجهات المختصة كوزارة الصناعة والتجارة، وحمايتهم من مخاطر فقدان حقوقهم الفكرية.

كما ستتضمن المرحلة الأولى تنظيم ورش عمل تدريبية تشمل مراحل تسجيل الفكرة، تسويقها، والبحث عن الشركاء الاستثماريين.

وأشار السلوم إلى أن الكثير من الشباب يترددون في مشاركة أفكارهم خوفاً من فقدان حقوقهم، مؤكداً أن هذه المبادرة تهدف إلى خلق بيئة آمنة ومحفزة تضمن لصاحب الفكرة حقوقه وفرصته في تحويلها إلى مشروع ناجح.

وأوضح أن الجمعية تعمل بالتعاون مع شركائها من المستثمرين المحليين والدوليين لتحويل أفضل الأفكار إلى منتجات وخدمات قابلة للتداول، مضيفاً أن الابتكار البحريني يجب أن يحمل اسم البحرين، ويُسهم في تعزيز مكانة المملكة على خارطة الابتكار العالمية.

وشدّد على أن العنصر البشري البحريني هو مورد طبيعي لا يقل أهمية عن الموارد الأخرى، داعياً كافة المبتكرين وأصحاب الأفكار للتواصل مع الجمعية البحرينية للباحثين والمخترعين والانخراط في هذه المبادرة التي تمثل نقطة انطلاق نحو اقتصاد بحريني قائم على المعرفة والابتكار.

ولفت إلى أن تعزيز ثقافة الابتكار والمخترعين تسهم بشكل كبير في تطوير بيئة الأعمال وتمكين رواد الأعمال الشباب من تحقيق أهدافهم، مشيراً إلى أن الورشة تعتبر فرصة لاستعراض تجارب ملهمة ومناقشة التحديات التي تواجه المخترعين الشباب، وتبادل المعرفة والخبرات بين المشاركين لتحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة.

من جهته، أكد رئيس قسم براءات الاختراع والتصاميم الصناعية بوزارة الصناعة والتجارة نواف الماجد أهمية دور الملكية الفكرية في الوقت الحالي، والتي لم تعد مجرد أداة قانونية فقط، بل محفزاً للابتكار والإبداع.

وقال الماجد: إن «الابتكار والملكية الفكرية تلعبان دوراً مهماً في تمكيننا من تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع».

وأوضح رئيس قسم براءات الاختراع والتصاميم الصناعية بالوزارة، أن الملكية الفكرية تؤسس لبناء قاعدة تجارية واقتصادية لرواد الأعمال وتؤمن مناخاً استثمارياً للشركات الكبرى والمتوسطة والصغيرة.

بدورها، أوضحت رئيسة لجنة البحث العلمي في الجمعية البحرينية للباحثين والمخترعين، د.سلوى الذوادي، أن الابتكار وريادة الأعمال هما الركيزتان الأساسيتان لتحقيق اقتصاد مستدام ومتنوع، لافتة في الوقت ذاته إلى أن تمكين العقول البحرينية المبدعة وخلق بيئة حاضنة ومحفزة للبحث العلمي والاختراع والابتكار أحد أبرز أهداف الجمعية.

وأكدت أن الجمعية منذ بداية تأسيسها حرصت على دعم المخترعين والباحثين البحرينيين وتمكينهم في تحويل أفكارهم لمشاريع تجارية ذات أثر حقيقي.

وأشارت الذوادي إلى أن الجمعية وفرت مساحات وفرصاً حقيقية للشباب البحريني لعرض اختراعاتهم وأبحاثهم في الملتقيات العلمية والمعارض كما ساهمت في تدرِيب المخترعين علَى إِعداد ملَفاتِ براءات اَلِاختراعِ، وربطهم مع شركاء مِنْ القطاع الصّنَاعِي والاستثماري لِتحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتطبيق في السوق.

رئيسة الجمعية البحرينية للملكية الفكرية أسماء النجدي، أوضحت أن دعم الابتكار وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال بين فئة الشباب الطموح باتت يشكل أولوية للرهان على بناء المستقبل.

وأشارت إلى أن الجمعية خطت خطوات كبيرة في فترة زمنية قصيرة، بتحقيق العديد من الإنجازات، كان آخرها الحصول على صفة مراقب في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وهو ما يعد تتويجاً لجهود الجمعية في مجال التوعية والدعم التقني والقانوني، ويمثل مسؤولية لمواصلة العمل بفاعلية على الساحة الدولية.

ولفتت النجدي إلى أن الجمعية قدمت الاستشارات المجانية لأكثر من 50 مستفيداً، وساهمت في دعم تسجيل حقوقهم في مختلف المجالات الصناعية والأدبية، كما عقدت شراكات مؤسسية مع جهات رائدة كالأكاديمية الملكية للشرطة، وإدارة السجون المفتوحة، ووزارة الصناعة والتجارة، ووزارة شؤون الإعلام، ووزارة التربية والتعليم، ومؤسسات التعليم العالي، إلى جانب تنفيذ حملات ميدانية توعوية في المجمعات التجارية والمدارس الحكومية والخاصة.

وبدأت جلسات اليوم الأول من الورشة، بجلسة عنوانها: «مقدمة في الابتكار والاستثمار»، قدمها عضو الجمعية البحرينية للباحثين والمخترعين ومؤسس قرية الاختراعات للتصميم الفني عارف العوضي، وتناولت أهمية الابتكار كعوامل رئيسة لنجاح الأعمال ضرورة الاستثمار في الأفكار الجديدة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية.

أما جلسة «تقييم الفكرة ودراسة الجدوى»، قدمها الشريك المؤسس لمؤسسة هاب البحرين للتدريب عيسى الدوسري، واستعرض الدوسري من خلالها كيفية تقييم الأفكار الابتكارية من خلال دراسات الجدوى، مما يساعد المخترعين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مشاريعهم.

واختتمت جلسات اليوم الأول بجلسة حول «تحويل الفكرة إلى منتج (النماذج الأولية والتصنيع)»، قدمها عضو الجمعية البحرينية للباحثين والمخترعين ومؤسس شركة GoFab3D خالد إنجينير، حيث تحدث عن كيفية تحويل الأفكار إلى نماذج أولية، وأهمية التصنيع في جعل هذه الأفكار قابلة للتطبيق في السوق.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى