البورصة المصرية في أبريل.. أداء متباين وسط ضعف السيولة وتفوق الأسهم المتوسطة

أنهت البورصة المصرية تعاملات شهر أبريل 2025 على أداء متباين بين المؤشرات، حيث سجّل المؤشر الرئيسي EGX30 ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.31% ليغلق عند 32,126.22 نقطة، في حين قفز مؤشر EGX70 EWI بنسبة قوية بلغت 3.8% مسجلاً 9,390.15 نقطة.
وجاء أداء مؤشر EGX100 EWI داعمًا للاتجاه الصعودي للأسهم المتوسطة والصغيرة، إذ صعد بنسبة 2.76% ليغلق عند 12,805.63 نقطة، في حين سجل مؤشر EGX30 Capped ارتفاعًا بنسبة 0.66% إلى 40,048.41 نقطة، وارتفع مؤشر EGX P&S بنسبة 0.75% مغلقًا عند 7,296.7 نقطة.
هذا الأداء يعكس حالة من التباين في شهية المستثمرين بين الأسهم القيادية التي شهدت بعض التباطؤ في الزخم، والأسهم المتوسطة والصغيرة التي استقطبت اهتمامًا واضحًا من قبل المتعاملين الأفراد، بما يشير إلى استمرار النمط المضاربي في السوق وسط تحركات اقتصادية محدودة على مستوى الاقتصاد الكلي.
قراءة في أحجام التداول والسيولة
بلغ إجمالي القيمة السوقية للبورصة المصرية بنهاية شهر أبريل نحو 2,281.9 مليار جنيه، بارتفاع 1.47% مقارنة بشهر مارس، مما يعكس استقرارًا نسبيًا في التقييمات رغم تذبذب المؤشرات الرئيسية، أما إجمالي قيمة التداول خلال الشهر فبلغ نحو 1,328 مليار جنيه عبر تداول 26.61 مليار ورقة مالية منفذة من خلال 1.862 مليون عملية، وهي أرقام تعكس انخفاضًا ملحوظًا في السيولة مقارنة بالشهر السابق الذي بلغت فيه قيمة التداولات 1,937.5 مليار جنيه على 28.745 مليار ورقة مالية.
وهذا التراجع في أحجام التداول الشهرية بنسبة تقارب 31% من حيث القيمة يشير إلى حالة من الحذر لدى المستثمرين، ربما بسبب غياب الأخبار المحفزة أو نتيجة ترقب قرارات اقتصادية مؤثرة، خاصة في ظل بيئة أسعار الفائدة المرتفعة والتضخم الذي لا يزال ضاغطًا على قرارات الاستثمار.
سيطرة أدوات الدين وضعف حصة الأسهم
المثير للانتباه في أرقام أبريل هو أن الأسهم استحوذت فقط على 5.2% من إجمالي قيمة التداول داخل المقصورة، بينما استحوذت أدوات الدين (السندات وأذون الخزانة) على النسبة الأكبر 94.8%، وهي دلالة واضحة على استمرار تفضيل المستثمرين، خاصة المؤسسات، للأدوات ذات العائد الثابت، ويعكس ذلك التوجه هروبًا من تقلبات الأسهم في ظل معدلات فائدة مرتفعة تقدم بدائل آمنة وجاذبة للسيولة.
اتجاهات المستثمرين
سجل المستثمرون المصريون نحو 90.2% من إجمالي التعاملات على الأسهم المقيدة خلال أبريل، في تأكيد لاستمرار هيمنتهم على السوق المحلية، بينما استحوذ المستثمرون الأجانب على 3.6%، والعرب على 6.1%، ومن اللافت أن كلا الفئتين (العرب والأجانب) سجّلتا صافي بيع خلال الشهر، بقيمة 732.7 مليون جنيه للأجانب، و758.2 مليون جنيه للعرب، بعد استبعاد الصفقات.
أما منذ بداية العام، فقد بلغ صافي بيع الأجانب نحو 2.276 مليار جنيه، مقابل 515.7 مليون جنيه للعرب، وهو ما يسلط الضوء على استمرار النزعة التحفظية لدى المستثمرين غير المحليين تجاه السوق المصرية، ربما بسبب مخاطر سعر الصرف أو التقييمات غير الجاذبة في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية.
تحليل فني
من الزاوية الفنية، فإن تحركات EGX30 تعكس ميلًا للعرضي المائل للصعود، لكنه لا يزال يفتقد الزخم الكافي لاختراق مقاومات محورية عند مستوى 32,500 – 33,000 نقطة.
أما مؤشر EGX70، فيعكس موجة صعود قوية تؤكد سلوكًا شرائيًا انتقائيًا، بدعم من السيولة المضاربية في أسهم الفئة “ب” و”ج”، وسط تنوع نسبي في القطاعات المستهدفة مثل التعليم، الأغذية، والأدوية، وEGX70 وEGX100 شكّلا العمود الفقري لصعود أبريل، ما يجعل الحفاظ على هذا الزخم مرهونًا باستمرار سيولة الأفراد، الذين يشكلون الفئة الأهم في هذا النوع من الأسهم.
نظرة مستقبلية
مع دخول السوق في الربع الثاني من العام، من المتوقع أن تتوجه الأنظار نحو تطورات السياسة النقدية للبنك المركزي المصري، وقرارات الحكومة المتعلقة ببرنامج الطروحات العامة، حيث يمثل هذا العامل محورًا محوريًا في إعادة جذب الاستثمارات الأجنبية، ورفع معدلات السيولة بالسوق، كما أن استقرار سعر الصرف واحتواء التضخم قد يشكّلان عناصر جذب إضافية لصناديق الاستثمار، سواء محلية أو أجنبية، بشرط وجود حوافز تشريعية وتشغيلية واضحة تسهم في تنشيط السوق الثانوية.