اخبار عربية ودولية

الأسواق الأوروبية تتقلب بين الصعود والهبوط وسط ضبابية اقتصادية وجيوسياسية



أنهت مؤشرات الأسهم الأوروبية جلسة تداولها الأخيرة على أداء متباين، ما يعكس حالة من عدم اليقين تسود الأسواق المالية العالمية، في ظل استمرار الضغوط الاقتصادية وتطورات المشهد الجيوسياسي.

وأغلقت بعض المؤشرات على ارتفاع طفيف، بينما سجلت مؤشرات أخرى تراجعًا متفاوتًا، في ظل تفاعل المستثمرين مع البيانات الاقتصادية الجديدة، وتحركات أسعار السلع، والأنباء المتعلقة بالسياسة النقدية.

المؤشرات الإيجابية

سجل مؤشر FTSE 100 البريطاني أداءً إيجابيًا لافتًا، حيث ارتفع بمقدار +50.93 نقطة أو بنسبة +0.64% ليغلق عند 7,964.18 نقطة، ويعزى هذا الارتفاع إلى تفاؤل المستثمرين بشأن استقرار نسبي في الاقتصاد البريطاني، مدعومًا ببيانات نمو أقوى من المتوقع في قطاع الخدمات، إلى جانب تحركات من بنك إنجلترا توحي بتثبيت مؤقت في أسعار الفائدة.

في البرتغال، أظهر مؤشر PSI أداءً قويًا أيضًا، حيث صعد بنحو +115.69 نقطة أي بنسبة +1.81% ليغلق عند مستوى 6,520.48 نقطة، ويدل هذا الارتفاع على تفوق نسبي للأسهم البرتغالية، لا سيما في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، وسط توقعات بزيادة الاستثمارات الأوروبية في الاقتصاد المحلي.

أما في روسيا، فقد سجّل مؤشر RTSI ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة +3.61% أو +36.95 نقطة ليصل إلى 1,061.24 نقطة، بينما ارتفع مؤشر MOEX Russia Index بمقدار +65.64 نقطة أو +2.37% ليغلق عند 2,829.92 نقطة.

المؤشرات المستقرة والمتحفظة

شهد مؤشر AEX الهولندي ارتفاعًا طفيفًا جدًا بمقدار +0.32 نقطة أو +0.04% ليغلق عند 819.56 نقطة، وهو ما يعكس حالة من الحذر والترقب لدى المستثمرين الهولنديين، خاصة مع غياب محفزات قوية خلال الجلسة.

أما مؤشر SMI السويسري فقد تراجع بشكل طفيف بمقدار -11.83 نقطة أو بنسبة -0.11% ليستقر عند 11,232.76 نقطة، وتُعد الأسواق السويسرية من بين الأقل تقلبًا في أوروبا، وهو ما يعكسه هذا الأداء المستقر نسبيًا، في ظل تركيز المستثمرين على أداء الشركات الكبرى في قطاعي الصحة والمصارف.

المؤشرات المتراجعة

سجل مؤشر DAX الألماني تراجعًا حادًا نسبيًا بنسبة -0.92% أو -188.63 نقطة ليغلق عند 20,374.10 نقطة، كما أن السوق الألمانية تأثرت سلبًا بتقارير تشير إلى تباطؤ في وتيرة التصنيع، بالإضافة إلى ضغوط على الشركات المصدّرة نتيجة ارتفاع اليورو نسبيًا أمام الدولار، ما يقلل من تنافسيتها في الأسواق الخارجية.

في فرنسا، انخفض مؤشر CAC 40 بمقدار -21.22 نقطة أو بنسبة -0.30% ليصل إلى 7,104.80 نقطة، متأثرًا بأداء ضعيف في قطاعي الطاقة والاتصالات.

كما تراجع مؤشر IBEX 35 الإسباني بنسبة -0.18% أو -21.60 نقطة ليستقر عند 12,286.00 نقطة، مع بروز عمليات جني أرباح في بعض الأسهم المصرفية والعقارية.

أما مؤشر Euro Stoxx 50، والذي يضم أكبر 50 شركة في منطقة اليورو، فقد سجّل انخفاضًا بنسبة -0.42% أو -20.37 نقطة مغلقًا عند 4,798.55 نقطة، ما يعكس المزاج العام الحذر الذي ساد الأسواق الأوروبية الكبرى.

العوامل المؤثرة في أداء السوق

وأثر على أداء السوق الأوربي عدد من العوامل ما ساعد في حركة المؤشرات الأوروبية خلال هذه الجلسة:

– البيانات الاقتصادية المتفاوتة من دول الاتحاد الأوروبي، والتي تعكس نموًا بطيئًا في بعض القطاعات مقابل استقرار في قطاعات أخرى.

– تصريحات البنوك المركزية، وعلى رأسها البنك المركزي الأوروبي، والتي لا تزال تتسم بالحذر بشأن خفض الفائدة، رغم تباطؤ التضخم.

– الضغوط الجيوسياسية، خصوصًا المتعلقة بالعلاقات مع الصين والوضع في أوكرانيا، والتي ما تزال تؤثر على شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

– تقلبات أسعار السلع العالمية، وعلى وجه الخصوص أسعار النفط والغاز، التي أثّرت على قطاعات الطاقة والصناعة.

نظرة مستقبلية

مع استمرار الضبابية الاقتصادية، من المرجح أن تظل الأسواق الأوروبية عرضة للتقلبات خلال الأسابيع المقبلة، وستكون الأنظار موجهة نحو قرارات السياسة النقدية المقبلة، ونتائج أعمال الشركات الكبرى، وكذلك أي تطورات على الصعيد الجيوسياسي أو التجاري العالمي.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى