منوعات

دعاء الكرب كاملا.. ما الذي يجعل القلب يطمئن به؟



في لحظات الكرب، تضيق بنا الأرض بما رحبت، وتضيق علينا أنفسنا، وتصبح الكلمات ثقيلة؛ للدرجة التي تجعلنا نلجأ بفطرتنا إلى رفع أعيينا إلى السماء والصمت، وفي هذه اللحظات بالتحديد، لا نملك سوى أن نستودع الله ما في قلوبنا وما نريد تحقيقه، ويبرز دعاء الكرب من بين الأدعية النبوية التي علمنا إياها الرسول- صلى الله عليه وسلم-، وكأنه بذلك يضع بين أيدينا مفتاحًا لكشف الغم، وفتح الأبواب المغلقة.

دعاء الكرب

ورد في صحيحي البخاري ومسلم، عن عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما-، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند الكرب: “لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم”، وهو دعاء جميل يحمل في ألفاظه معاني اليقين بالله والتوكل عليه.

وتجتمع ألفاظ التوحيد في الدعاء، وهو تأكيد بأن الله هو الواحد القادر على كشف الكرب، فـ “في لفظة العظيم الحليم يجتمع الجلال مع الرحمة، لتُذكر المضطر أن الله- جل جلاله- يعلم الكرب ويصبر على صاحبه، ولا يعجل بعقوبة، بل يفتح باب النجاة، وهو القادر على العقوبة”، كما ورد في شرح الحديث في كتاب فتح الباري لابن حجر العسقلاني.

لماذا هذا الدعاء بالذات في أوقات الشدة؟

قال ابن القيم في مدارج السالكين تعليقًا على دعاء الكرب: «التوحيد مفزع أعدائه وأوليائه، فأما أعداؤه فينجيهم من كرب الدنيا فقط، وأما أولياؤه فينجيهم من كرب الدنيا والآخرة، ولهذا كان دعاء الكرب بالتوحيد أعظم دعاء، ففي الحديث: «دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت».

كما أورد الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم الجزء 17 «هذا الدعاء من جوامع الكلم، لأنه يتضمن توحيد الرب، وتعظيمه، والتسليم له، وهذه الثلاثة من أعظم أسباب تفريج الكرب».

ارتباط الدعاء بالثقة بالله

في كل مرة يُذكر فيها “رب العرش”؛ يتكرر إحساس المرء أن الكرب مهما اشتد، فإن فوقه عرشًا يملكه من يرفع البلاء ويجيب الدعاء.

وكذلك ورد في دعاء الكرب، ما أخرجه أبو داود وأحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة من قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: “اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت”، وهو دعاء يرمم القلب ويعطي مساحة للبوح بين العبد وربه.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى