ترامب يتراجع خطوة للخلف.. خطتي بشأن غزة جيدة لكني لن أفرضها

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، أن قطاع غزة يعاني دمارًا شاملًا، مشيرًا إلى أن سكانه، إذا مُنحوا حرية الاختيار، سيغادرونه. وقال ترامب: “غزة مدمرة تمامًا، ولو منح سكانها حرية الاختيار، فسيغادرونها لكنني سأكتفي بالتوصية بشأن خطتي ولن أفرضها”. كما وصف موقع غزة بأنه رائع، متسائلًا عن الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى التخلي عنها سابقًا، قائلًا: “غزة تمتاز بموقع رائع، وتخلي إسرائيل عنها سابقًا موضع تساؤل”.
مبعوث ترامب: الخطة أُسيء فهمها ولا تعني التهجير القسري
في سياق متصل، أوضح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن تصريحات ترامب أُسيء فهمها، مؤكدًا أن المخطط الذي تحدث عنه لا يعني الإخلاء القسري لسكان غزة، بل يهدف إلى “التفكير خارج الصندوق” لإيجاد حلول جديدة للأوضاع في القطاع، حيث شدد على أن خطة ترامب تسعى إلى تغيير طريقة التعامل مع غزة، بعد فشل الحلول التقليدية على مدى العقود الخمسة الماضية.
وأضاف ويتكوف أن إعادة إعمار غزة “لن تكون ممكنة خلال خمس سنوات” نظرًا لحجم الدمار الهائل والدمار الهيكلي الشامل، مشيرًا إلى أن القطاع يضم 30 ألف قذيفة غير منفجرة متناثرة في كل مكان، ما يجعل عملية إعادة البناء معقدة وطويلة الأمد. وقال: “عندما ترى مدى الدمار في غزة، تدرك أن إعادة البناء ليست مسألة يمكن إنجازها خلال خمس سنوات فقط”، مضيفًا أن المباني المدمرة تمثل تحديًا كبيرًا، وأن التخطيط الشامل ضروري لإنجاز أي إعادة إعمار فعلية.
مفاوضات المرحلة الثانية وملف الحرب في غزة
تطرق ويتكوف أيضًا إلى ملف مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة التبادل، مؤكدًا أنها ستكون أكثر تعقيدًا من المرحلة الأولى، إذ تشمل إنهاء الحرب في غزة. وأوضح أن هناك عقبة رئيسية تتمثل في الموقف الإسرائيلي الرافض لبقاء حركة حماس في السلطة، قائلاً: “الإسرائيليون لديهم خط أحمر: لا يمكن لحماس أن تظل في السلطة”.
وأشار إلى أن هناك تقدمًا في المحادثات الجارية، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي هو إطلاق سراح الرهائن والوصول إلى تسوية تضمن مستقبلًا أكثر استقرارًا للقطاع. وأردف: “المشكلة في المرحلة الثانية هي أنها من المفترض أن تشمل إنهاء الحرب، لكننا نحقق الكثير من التقدم في المحادثات، وآمل أن تؤدي إلى نتائج إيجابية”.
رؤية ترامب لمستقبل غزة
ختم ويتكوف حديثه بالتأكيد على أن إدارة ترامب تنظر إلى الوضع في غزة على أنه تحدٍّ يتطلب حلولًا جديدة بدلًا من التمسك باستراتيجيات ثبت فشلها على مدار العقود الماضية.
في ظل هذه التصريحات، يبقى التساؤل مطروحًا حول مستقبل غزة ورؤية ترامب لإعادة إعمارها، وما إذا كانت خطته ستلقى قبولًا دوليًا أم ستثير جدلًا أوسع، خاصة مع الموقف الإسرائيلي من حركة حماس والمخاوف الفلسطينية من أي مخطط قد يؤدي إلى تهجير السكان.