اخبار عربية ودولية

تحليل أسبوعي للبورصة المصرية.. تباين في المؤشرات وسط سيطرة محلية وضغوط بيعية أجنبية وعربية



شهدت البورصة المصرية خلال الأسبوع الماضي أداءً متباينًا على مستوى المؤشرات، في ظل استمرار هيمنة المستثمرين المحليين على التداولات، وتزايد ضغوط البيع من قبل المستثمرين الأجانب والعرب، رغم تسجيل إجمالي تداولات ضخم على خلفية نشاط كبير في أدوات الدين.

أداء المؤشرات

انخفض المؤشر الرئيسي EGX 30 بنسبة طفيفة بلغت -0.3% ليغلق عند 31,975.63 نقطة، في إشارة إلى تراجع اهتمام المستثمرين بأسهم القياديات، والتي تأثرت بحركة جني أرباح محدودة عقب صعود قوي خلال الأسابيع الماضية.

في المقابل، ارتفع المؤشر EGX 70 EWI بنسبة 0.3%، وهو ما يعكس اهتمامًا متزايدًا من قبل المتعاملين الأفراد بأسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي أظهرت نشاطًا وانتقائية في الشراء.

كما ارتفع مؤشر EGX 100 EWI الأوسع نطاقًا بنسبة 0.01% ليصل إلى 12,676.8 نقطة، مما يشير إلى أداء إيجابي نسبي لمعظم الأسهم خارج نطاق الثلاثيني.

وجاء مؤشر EGX 30 Capped مرتفعًا بنسبة 0.38% إلى مستوى 39,913.52 نقطة، مما يؤكد أن الأسهم ذات الأوزان النسبية الأقل كانت أكثر جذبًا للمستثمرين خلال الأسبوع.

سيولة مرتفعة

شهد السوق نشاطًا ملحوظًا في قيم التداول، حيث سجل إجمالي التداولات نحو 335.7 مليار جنيه مقارنة بـ239.4 مليار جنيه في الأسبوع السابق، ما يمثل ارتفاعًا قويًا يقارب 40%، إلا أن هذا النشاط لم يُترجم إلى زيادة في الكمية، حيث انخفض عدد الأوراق المالية المتداولة إلى 15.084 مليار ورقة مقابل 17.527 مليار ورقة الأسبوع الماضي، ما يشير إلى تركز السيولة في عمليات محددة كبيرة الحجم، ربما في أدوات الدين وصفقات استراتيجية.

وبالفعل، بلغت نسبة تداول السندات وأذون الخزانة حوالي 91.3% من إجمالي التداول، مقابل 8.7% فقط للأسهم، ما يبرز استمرار التحول الواضح في اتجاه المستثمرين نحو أدوات الدين، مدفوعًا بالعوائد الجاذبة وسط توقعات تثبيت أو خفض الفائدة.

سيطرة محلية مقابل بيع أجنبي وعربي

واصل المستثمرون المصريون سيطرتهم الواضحة على السوق، حيث استحوذوا على 89.4% من التعاملات على الأسهم، في حين بلغت حصة الأجانب 5.4% والعرب 5.2%.

وسجل الأجانب صافي بيع أسبوعي قدره 39.7 مليون جنيه، فيما بلغ صافي بيع العرب 236 مليون جنيه، وهو ما يثير تساؤلات حول ثقة المستثمرين غير المحليين في استمرار الزخم الصعودي للسوق.

أما على مستوى الأداء السنوي (بعد استبعاد الصفقات)، فقد بلغت حصة المصريين 88.6%، والأجانب 6.6% والعرب 4.8%، وسجل الأجانب صافي بيع قدره 17.169 مليون جنيه منذ بداية العام، بينما سجل العرب صافي بيع بنحو 1.118 مليون جنيه، وهذا التوجه البيعي يعكس على الأرجح استمرار الضغوط من الخارج نتيجة تقلبات الأسواق العالمية، أو لجوء بعض المستثمرين إلى إعادة توزيع مراكزهم الاستثمارية في ظل التطورات الإقليمية والسياسية والاقتصادية في المنطقة.

تحليل الأداء

تُظهر بيانات الأسبوع الماضي أن السوق المصري لا يزال يشهد حالة من التوازن بين رغبة المستثمرين المحليين في اقتناص فرص الصعود، لا سيما في الأسهم خارج الثلاثيني، وبين تحفظ المستثمرين الأجانب والعرب الذين فضلوا تقليص مراكزهم تدريجيًا.

السيولة القوية رغم تراجع عدد العمليات، تشير إلى وجود حراك مؤسسي نشط في أدوات الدين أكثر من الأسهم، ما يفرض على السوق تحديات في جذب استثمارات طويلة الأجل في الأسهم، خاصة في ظل تركّز السيولة بشكل غير متوازن.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى