بن سليم لـ”الوطن”: ولي العهد رئيس الوزراء قدّم دعماً كبيراً لاستضافة البحرين والمنطقة “الفورمولا 1”

عمر البلوشي
-خصصنا 2000 ساعة مشاورات لوضع رؤيتنا لرئاسة الاتحاد الدولي- 182 مليون يورو الدخل التشغيلي لـ”FIA” في عام 2024 – أسعى لمواصلة تطوير رياضة السيارات وتعزيز الاتحاد الدولي- يصعب التصديق مرور 21 عاماً منذ إدخال “الفورمولا 1” بجدول السباقات – أنا محظوظ جداً لمسيرتي الطويلة والناجحة في الراليات
أكد رئيس الاتحاد الدولي للسيارات “FIA” محمد بن سليم، أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، قدّم دعماً كبيراً لاستضافة مملكة البحرين ومنطقة الشرق الأوسط لسباق “الفورمولا 1″، حتى باتت المملكة نموذجاً يُحتذى.
وأضاف في حوار مع “الوطن الرياضي”، أنه كان شاهداً على التحركات الأولى والرغبة الكبيرة من البحرين لاستضافة أول سباق لـ”الفورمولا1” في المنطقة بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حيث أرسلت البحرين من خلالها رسالة واضحة للعالم على قدرتها لتحقيق ذلك.
وتطرّق بن سليم، إلى عدد من النواحي المهمة أبرزها مهمة ترشحه لولاية رئاسية ثانية، والجهود التي يقوم بها من أجل تحقيق الفوز ومواصلة رئاسة الاتحاد الدولي، مؤكداً سعيه لمواصلة تطوير رياضة السيارات والتنقل وتعزيز دور الاتحاد الدولي للسيارات.
وأبدى رئيس “FIA”، انبهاره من التناغم الكبير بين الجميع في البحرين لاستضافة هذا الحدث العالمي والذي يعتبر أمراً غير سهل على الإطلاق، مستشعراً التفاهم الواضح بين المتطوعين والاتحاد الدولي والجهات المعنية والمسؤولية التجارية والمطورين، الأمر الذي أكد مدى جدارة البحرين والخليج باستضافة سباق “الفورمولا 1”.
ويعتبر الإماراتي بن سليم الرئيس الثاني عشر للاتحاد الدولي للسيارات، وأول رئيس من خارج القارة الأوروبية الذي يترأس أكبر هيئة عالمية مشرفة على رياضة السيارات واتحاد منظمات التنقل العالمية.
ويترأس الاتحاد الدولي للسيارات الذي تأسس عام 1904م، وذلك بعد 117 عاماً من تقلد 11 رئيساً هذا المنصب العالمي الرفيع، حيث يدير بن سليم الاتحاد الذي يضم تحت مظلته 245 منظمة عضواً من خمس قارات، تمثل ملايين مستخدمي الطرق ومحترفي رياضة السيارات والمتطوعين.
وسطر بن سليم اسمه بحروف من ذهب في تاريخ سباقات الراليات العالمية بتحقيقه 14 مرة لقب سباق رالي الشرق الأوسط، إلى جانب فوزه في 61 فعالية دولية كسائق للراليات، وذلك خلال الفترة ما بين أعوام 1983 و2002، ليصبح أحد أقوى سائقي الراليات في الشرق الأوسط والعالم. وفيما يأتي اللقاء:
حدثنا عن الجهود التي بذلتها للفوز برئاسة “FIA” لا سيما وأنك أول رئيس للاتحاد من خارج أوروبا منذ تأسيسه قبل 117 عاماً؟
– لقد بذلتُ أنا وفريقي جهداً كبيراً في التخطيط لحملتي الانتخابية بعناية، حيث خصصنا أكثر من 2000 ساعة من المشاورات مع الأندية الأعضاء في الاتحاد الدولي للسيارات لوضع رؤية واضحة وخطة عمل للمستقبل، والتي ما زلنا نعمل على تحقيقها حتى اليوم.
لقد ركزنا على تلبية رغبات الأندية الأعضاء، وعلى التزامنا بمضاعفة المشاركة العالمية في رياضة السيارات، وتعزيز التنوع والشمول، وأن نكون محركاً رئيسياً للتنقل المستدام.
ومع أن وجود مرشح من العالم العربي كان أمراً جديداً، إلا أنني أعتقد أن هناك شعوراً قوياً بأن الوقت مناسب للتغيير لمساعدة رياضة السيارات والتنقل على اتخاذ خطوات جديدة إلى الأمام.
ومع استمرارنا في العام الرابع منذ انتخابي، ما زلت ملتزماً بوضع الأعضاء في قلب الاتحاد الدولي للسيارات، وضمان سيره على الطريق الصحيح.
وفي نهاية السنة المالية 2024، أعلن الاتحاد عن نتائج تشغيلية قوية بلغت 4.7 مليون يورو، ودخل تشغيلي قدره 182 مليون يورو، مقارنة بخسارة مالية بلغت -24 مليون يورو في عام 2021 قبل انتخابي، وأنا فخور بما حققناه.
هل لديكم رغبة في مواصلة قيادة الاتحاد؟ وهل هناك دعم لجهودكم للحفاظ على رئاستكم؟
– نعم، سأترشح لولاية ثانية كرئيس، لقد تحدثت مع العديد من الأعضاء، وما زلت أستمع إلى رغباتهم واحتياجاتهم لضمان بقائهم في قلب الاتحاد.
أعتزم مواصلة تطوير رياضة السيارات والتنقل وتعزيز الاتحاد الدولي للسيارات، وهذا هو الهدف، وهذا ما أتوقع تحقيقه، حيث اتبعنا نهجاً قائماً على المعرفة داخل الاتحاد، معززين التعليم وتبادل المعلومات، ومحافظين على تراثنا الغني، مع التطلع إلى المستقبل والجيل القادم.
وفي العام الماضي، عندما احتفلنا بالذكرى السنوية الـ 120 لتأسيس الاتحاد، أكملنا 13500 دورة تدريبية فردية من خلال جامعة الاتحاد الدولي للسيارات، وقدّمنا 70 مشروعاً بحثياً في مجال سلامة رياضة السيارات.
وكان من دواعي سروري قيادة الاتحاد الدولي للسيارات خلال هذه السنة المهمة، ومن خلال مواصلة العمل معاً، يمكننا ضمان المزيد من النجاح للقرن القادم.
شهدتم الخطوات الأولى لاستضافة البحرين “الفورمولا 1″، كيف سارت الاستعدادات لإنشاء حلبة البحرين؟
– من الصعب تصديق أنه مر الآن 21 عاماً منذ أن أدخل سباق جائزة البحرين الكبرى منطقة الشرق الأوسط في جدول سباقات “الفورمولا 1″، لقد مرّ الوقت سريعاً، لكنني أتذكر تلك الأيام الأولى، وكيف احتضنت البحرين التحدي، وأظهرت ما يمكن لدولة عربية تحقيقه على أعلى مستويات رياضة السيارات.
ويسرني أن أُشيد بالجهد والالتزام الكبيرين اللذين ساهما في نجاح سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج لـ””الفورمولا 1″ الذي يقام بإشراف الاتحاد الدولي للسيارات، ما مهد الطريق للدول المجاورة لتحذو حذوها، وتستثمر في هذا الحدث الرائع.
وأنا أتطلع دائماً لزيارة حلبة البحرين الدولية لحضور سباق يُجسّد التأثير الذي أحدثته المنطقة في “الفورمولا 1”.
والعالم العربي يلعب دوراً كبيراً في جدول البطولة، وقد أضافت السباقات والأماكن في البحرين والمملكة العربية السعودية وقطر وأبوظبي طابعاً خاصاً وجاذبية خاصة إلى الجاذبية العالمية لهذه الرياضة.
حدّثنا عن جهود صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء لجعل البحرين مركزاً لرياضة السيارات في المنطقة؟
– لكي تحقق أي دولة نجاحاً طويل الأمد في تنظيم فعاليات “الفورمولا 1″، من الضروري أن تحظى بدعم قوي من أعلى المستويات، وقد قدّم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء، دعماً كبيراً باستمرار لسباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج لـ”الفورمولا 1″، ليس فقط لضمان إقامته سنوياً، بل لكونه حدثاً يتحدى ويكافئ السائقين والفرق، ويثير حماس عشاق السباقات حول العالم.
وعلى مدار الـ 21 عاماً الماضية، تطور تفاعل الشرق الأوسط مع الفورمولا 1 من استضافة السباقات إلى بناء قاعدة جماهيرية متحمسة وتعزيز الشمولية في هذه الرياضة.
ويُعد هذا أمراً جوهرياً في استراتيجية الاتحاد الدولي للسيارات لنمو وتطوير رياضة السيارات، ونحن ممتنون للبحرين للدور الرئيسي الذي لعبته.
هل تتطلع منطقة الخليج إلى المزيد من سباقات “الفورمولا 1 مستقبلاً”؟ أم أن إقامة 4 سباقات تُعتبر كافية؟
– بالتأكيد، يمكن لمنطقة الخليج أن تكون راضية تماماً عن حصتها الحالية من جدول سباقات “الفورمولا 1″، لا سيما في ضوء اهتمام دول حول العالم بالانضمام إلى بطولة “الفورمولا 1” المزدحمة أصلاً والمكونة من 24 سباقاً.
وتتخذ إدارة “الفورمولا 1” قرارات بشأن عدد ومواقع سباقات “الفورمولا 1” بالتعاون مع منظمي السباقات والسلطات المحلية، ويعتمد اختيار الأماكن الجديدة على عدد من الاعتبارات الاستراتيجية المهمة.
وبشكل عام، يرى الاتحاد الدولي للسيارات أن التطور المستمر لرياضة السيارات في الشرق الأوسط سمة مثيرة ومهمة في مشهدها العالمي.
لقد شهدت المنطقة نمواً ملحوظاً، لا سيما في السنوات الأخيرة، مع جدول زمني أكثر اكتمالاً من أي وقت مضى عبر مختلف بطولات الاتحاد الدولي للسيارات.
فبالإضافة إلى 4 سباقات لـ”الفورمولا 1″، تستضيف منطقة الخليج فعاليات في بطولة العالم للقدرة التي تقام بإشراف الاتحاد الدولي للسيارات وبطولة الفورمولا إي التي تقام بإشراف الاتحاد الدولي للسيارات، بينما ستختتم بطولة العالم للراليات التي تقام بإشراف الاتحاد لعام 2025 بجولة جديدة في المملكة العربية السعودية.
كما تتميز المنطقة بقوة في بطولة العالم للراليات الصحراوية الطويلة “FIA World Rally Raid Championship”، وبطولة كأس العالم للباها “FIA World Baja Cup”، وكلاهما تقام بإشراف الاتحاد الدولي للسيارات ومجموعة واسعة من مسابقات السيارات أحادية المقعد، بما في ذلك “الفورمولا 2″ و”الفورمولا 3” و”الفورمولا 4″، التي تم إطلاقها مؤخراً، والتي توفر للسائقين الشباب خطوة أولى حيوية للارتقاء من رياضة الكارتينج.
وبشكل عام، لا تزال المنطقة تلعب دوراً محورياً في التوسع والتنويع المستمرين لرياضة السيارات العالمية، داعمة التزام الاتحاد الدولي للسيارات بزيادة إمكانية الوصول والفرص في جميع أنحاء العالم.
هل تفتقد المشاركة في سباقات الرالي بعد اعتزالك؟ أخبرنا عن بداياتك وأهم لحظات مسيرتك الرياضية؟
– أنا محظوظ جداً لمسيرتي الطويلة والناجحة في الراليات، ومثل أي سائق آخر، بالطبع أتذكر تلك الأوقات بشغف.
لم تأتِ إنجازاتي بسهولة، بل تطلّبت الكثير من العمل الجاد والتفاني، ولكن رياضة السيارات منحتني الكثير في المقابل على مر السنين، وما زالت تفعل.
ودخلت عالم قيادة الراليات بالصدفة تقريباً عام 1982، عندما كنت أقود سيارتي في دبي ورأيت بعض السيارات والحركة على جانب الطريق، وتوقفت لأرى ما يحدث، فقيل لي إنه رالي.
كان هذا جديداً علي في ذلك الوقت، لكنه لفت انتباهي، وبعد ذلك بوقت قصير شاركت في أول سباق لي، وفزت به، والباقي كما يقولون “تاريخ”.
وبالنظر إلى الماضي، كانت هناك العديد من اللحظات البارزة، مثل فوزي الأول في رالي دولي في الأردن عام 1984، وأول ألقابي الأربعة عشر في بطولة الشرق الأوسط للراليات التي تقام بإشراف الاتحاد الدولي للسيارات عام 1986، وأول فوز لي في المجموعة “ن” في بطولة العالم للراليات في كاتالونيا عام 1992.
وكان فوزي الأخير، عام 2002، لا يُنسى أيضاً، إذ جاء على أرض الوطن في “رالي دبي الدولي”، والذي حالفني الحظ بالفوز به 15 مرة.