بعد العثور على وثائق على طابعة بألاسكا.. إدارة ترامب تسخر “قائمة طعام تتحول لخرق أمني

قللت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من شأن تقرير يفيد بأن مسؤولين تركوا وثائق في منطقة عامة بأحد الفنادق تصف التحركات السرية للرئيس ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في ألاسكا، يوم الجمعة.
وذكرت إذاعة “NPR” أن الوثائق وُضعت على طابعة في فندق كابتن كوك (فندق أربعة نجوم) بوسط مدينة أنكوريج، بالقرب من قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون العسكرية، حيث عقد ترامب وبوتين اجتماعهما بشأن الحرب في أوكرانيا.
وأصدر مكتب رئيس المراسم هذه الوثائق، وهو منصب شغلته مونيكا كراولي، الشخصية السابقة في قناة “فوكس نيوز” والتي خدمت في ولاية ترامب الأولى. وُجدت الوثائق حوالي الساعة التاسعة صباحًا يوم الجمعة، وأرسلها إلى “NPR” أحد نزلاء الفندق، الذي مُنح عدم الكشف عن هويته.
وكشفت الإذاعة أن الأوراق تتضمن تفاصيل حساسة عن قمة الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة الماضي.
وتضمنت الوثائق تسلسل الأحداث، الذي تضمن اجتماعًا مصغرًا مع ترامب وبوتين وكبار مستشاريهما في السياسة الخارجية، واجتماعًا موسعًا وغداء عمل مع عدد من مسؤولي الحكومة، ومؤتمرًا صحافيًا، ومقابلة بين ترامب وشون هانيتي من قناة “فوكس نيوز”.
شملت الوثائق أيضًا قائمة غداء من ثلاثة أطباق أُقيمت “تكريمًا لفخامة الرئيس فلاديمير بوتين”. وتضمنت القائمة سلطة خضراء، وشرائح لحم بقري، وسمك هليبوت “أولمبيا” – وهو طبق محلي مفضل. نظرًا لتقصير يوم الاجتماعات الطويل يوم الجمعة، أُلغي الاجتماع الموسع وغداء العمل، وعُقد مؤتمر صحافي مفاجئ بين الزعيمين اللذين لم يُجيبا عن أي أسئلة.
أثار العثور على هذه الوثائق الحكومية التي تحمل شعار وزارة الخارجية الأميركية في مطبعة فندق بلاسكا جدلًا واسعًا.
وسارع البيت الأبيض إلى التقليل من أهمية الحادث، حيث وصفت نائبة السكرتير الصحافي، آنا كيلي، الوثائق بأنها “قائمة غداء متعددة الصفحات”، مؤكدة أن اكتشافها لا يُشكل خرقًا أمنيًا.
قالت كيلي في تصريح لشبكة “News Nation”: “من المضحك أن تنشر “NPR” قائمة غداء وتصفها بأنها خرق أمني. هذا النوع من الصحافة الاستقصائية المزعومة هو السبب في أننا لا نأخذهم على محمل الجد”.
وقال تومي بيغوت، المتحدث باسم وزارة الخارجية، في رسالة بريد إلكتروني: “بدلاً من تغطية الخطوات التاريخية نحو السلام التي تحققت في قمة يوم الجمعة، تحاول إذاعة “NPR” اختلاق قصة من قائمة غداء. إنه أمر سخيف”.
بدوره، قال السيد كوهين، الذي يعمل الآن محللًا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “فوق كل شيء، ليس لديهم إجراءات منظمة. البيروقراطية المدربة جيدًا لا تفعل هذه الأمور”. وأضاف أن المواد لا تبدو رفيعة المستوى ولا تكشف أسرارًا حكومية أو عسكرية. وقال كوهين: “أعتقد أن الروس لديهم بالفعل أرقام هواتف الجميع”.
وبالعودة للتقرير الذي نشرته شبكة “NPR”، شملت الوثائق تحديدا جدول اجتماعات القمة وتوقيتاتها الدقيقة، أسماء وأرقام هواتف ثلاثة موظفين حكوميين أميركيين، قائمة طعام الغداء الذي أُلغي لاحقًا، مخطط جلوس يُظهر أن ترامب وبوتين كانا سيجلسان وجهًا لوجه، محاطين بمساعديهما، ودليل صوتي لنطق أسماء المسؤولين الروس، بما في ذلك “الرئيس POO-tihn”. كما كشفت الوثائق أن ترامب كان يعتزم تقديم تمثال نسر أميركي لبوتين كهدية رمزية.
أوضحت الصحيفة أن ثلاثة نزلاء عثروا على الوثائق في طابعة عامة في مركز العمال بالفندق والذي يقع على بُعد 20 دقيقة من موقع القمة، قبل ساعات من بدء الاجتماع.
رغم نفي البيت الأبيض، يرى خبراء الأمن القومي أن الحادث يُظهر “تقصيرًا مهنيًا واضحًا” في التحضير لقمة عالية الحساسية. فقد أكد جون مايكلز، أستاذ القانون في جامعة “UCLA”: “لا تترك وثائق في الطابعات. الأمر بهذه البساطة. هذا يُظهر تهاونًا في إدارة حدث دبلوماسي رفيع المستوى”.جدير بالذكر أن الاجتماع بين ترامب وبوتين جاء في إطار محاولة لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكن القمة انتهت دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. أفاد مسؤولون أوروبيون أن بوتين اقترح خطة سلام تتضمن تنازلات إقليمية من أوكرانيا، بينما رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أي اتفاق لا يشمل ضمانات أمنية لبلاده.
في خطوة رمزية، سلّم ترامب لبوتين رسالة شخصية من السيدة الأولى ميلانيا ترامب، تتعلق بتأثير الحرب على الأطفال الأوكرانيين. لم يُكشف عن محتوى الرسالة حتى الآن.