السياحة في البحرين على مسار الانتعاش.. إيرادات تتجاوز 173 مليون دولار بحلول 2029

هبة محسن
النشيط: الرقابة الصارمة من «السياحة» ضبطت جودة الخدمات
أمين: المؤشرات تدل على تعافٍ قوي للقطاع بعد «كورونا»
كشفت تقرير لشركة Statista عن توقعات متفائلة بنمو مستدام في إيرادات قطاع السياحة في البحرين، مشيراً إلى أن السوق سيحقق إيرادات تبلغ 151.97 مليون دولار بنهاية عام 2025، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 3.34%، وصولاً إلى 173.33 مليون دولار في 2029.
ويُعد سوق العطلات الشاملة (Package Holidays) المحرك الأكبر لهذا النمو، حيث يُتوقع أن يصل حجمه إلى نحو 56 مليون دولار خلال العام المقبل.
ويعزى هذا النمو إلى إقبال المسافرين على تجارب السفر المتكاملة التي تجمع بين الراحة والتنظيم، وتشمل تذاكر السفر، الإقامة، المواصلات، والجولات السياحية، وأحياناً الوجبات.
التحول الرقمي في صلب النمو
بحسب التقرير الذي أصدرته Statista، وهي شركة ألمانية متخصصة في بيانات السوق والمستهلكين، فإن 75% من الحجوزات السياحية في البحرين ستتم عبر الإنترنت بحلول عام 2029، في انعكاس واضح لتحولات سلوك المستهلك وتوجه السوق نحو المنصات الرقمية.
ويبلغ متوسط الإيرادات لكل مستخدم (ARPU) نحو 336.04 دولار، مما يؤكد ارتفاع ثقة العملاء واستعدادهم للإنفاق في مقابل الجودة وسهولة الحجز.
وفي هذا السياق، قال رئيس جمعية وكلاء السفر والسياحة في البحرين جهاد أمين: «تشير هذه المؤشرات إلى تعافٍ قوي للقطاع بعد جائحة كورونا، مدفوعاً بالمبادرات الحكومية الذكية والاستثمار في البنية التحتية والخدمات السياحية.
كما أن استمرار النمو بمعدل ثابت يعكس نضوج السوق واستعداده للمنافسة إقليمياً».
وأضاف: «نمو سوق العطلات الشاملة يؤكد على رغبة المسافرين في تجارب جاهزة ومريحة، وهو ما يعزز من دور وكلاء السفر والمنصات المتخصصة. نحن مطالبون الآن بتسريع التحول الرقمي وتطوير المحتوى الإلكتروني ليتماشى مع احتياجات الجيل الجديد من المسافرين».
استثمار في التميز السياحي
وفي المقابل، شدد مستشار الإعلام السياحي ونائب رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي فرع البحرين محمود النشيط على أهمية تطور القطاع الخاص السياحي، حيث شهدت المملكة في السنوات الأخيرة طفرة في وكالات السفر التي باتت تقدم خدمات متكاملة، بدلاً من الاكتفاء ببيع التذاكر الفندقية أو الجوية فقط.
وأشار إلى أن الرقابة الصارمة من قِبل وزارة السياحة وهيئة البحرين للسياحة والمعارض كان لها دور مهم في ضبط جودة الخدمات ومنع التلاعب، مما عزز من ثقة المستهلك في السوق المحلي.
وأكد النشيط أن النمو المتصاعد للعطلات الشاملة في البحرين ودول الخليج يرجع إلى عوامل متعددة، أبرزها المنافسة، وتنوع الخيارات، والأسعار المتناسبة مع جودة الخدمة، إضافة إلى الاستقرار النسبي مقارنة ببعض وجهات المنطقة.
ورغم هذه الأرقام الإيجابية، أشار التقرير إلى تأثيرات محدودة قد يواجهها السوق، مثل تغيرات الوضع الجيوسياسي في المنطقة، وهو ما قد يؤثر على حركة الطيران لبعض الوجهات، ويؤدي إلى إلغاء بعض الرحلات.
إلا أن المسافرين في البحرين أبدوا مرونة، مما حافظ على معدل سفر جيد خلال موسم الصيف.
وختم النشيط بالتأكيد على أن التحول الرقمي والتوسع في الخدمات السياحية النوعية سيكونان مفتاح النجاح في المرحلة المقبلة، داعياً إلى مزيد من التعاون بين القطاعين العام والخاص لإطلاق مبادرات مشتركة تدفع بالنمو قدماً.