اخبار عربية ودولية

الرهان على التنويع.. كيف يتفادى تجار السلع الرياضية فخ التصعيد التجاري؟



في ظل استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تزايدت المخاوف بشأن تأثير الرسوم الجمركية الجديدة على الشركات التي تعتمد على المنتجات والمكونات الصينية، خصوصًا في قطاعي السلع الرياضية وتجارة التجزئة.

والتحليلات الأخيرة تشير إلى أن الشركات التي تبيع منتجات مثل معدات التخييم، الدراجات، والأدوات الرياضية ستكون الأكثر عرضة للتأثر، نظرًا لارتباطها الوثيق بسلاسل توريد تعتمد على الصين كمركز رئيسي للإنتاج.

هذا السيناريو يضع العديد من الشركات أمام تحديات حقيقية في الحفاظ على مستويات الربحية، أو الاستمرار في تقديم منتجات بأسعار تنافسية، خاصة في قطاعات حساسة للسعر مثل السلع الرياضية وتجارة التجزئة ذات الخصومات.

مصنعو الأحذية الرياضية

وعلى الرغم من الصورة السلبية العامة، فإن بعض الشركات الكبرى في مجال الأحذية الرياضية مثل أديداس (ETR:ADSGN)، نايكي (NKE)، وأندر آرمور (UA)، أظهرت مرونة نسبية أمام هذه التحديات.

فالمحللون أشاروا إلى أن هذه الشركات قامت مسبقًا بخطوات استراتيجية لتقليل الاعتماد على الصين، عبر تنويع مراكز التصنيع نحو دول مثل فيتنام وإندونيسيا.

وهذا التنوع الجغرافي في الإنتاج يمنحها القدرة على امتصاص الصدمات، ويُقلل من تعرضها المباشر لزيادة التكاليف الجمركية، فأديداس ذكرت أن أقل من 20% من إنتاجها حاليًا يأتي من الصين، ما يجعل تأثير أي رسوم محتملة محدودًا نسبيًا ويمكن التعامل معه عبر تعديل خطوط الإنتاج أو إعادة توجيه عمليات الشحن.

تجار التجزئة

وأشار التقرير إلى أن تجار التجزئة ذوي الخصومات مثل وول مارت (WMT) ودولار تري (DLTR)، هم الأكثر عرضة للتأثر سلبًا من التصعيد التجاري، حيث تعتمد هذه الشركات على استيراد كميات ضخمة من المنتجات الصينية منخفضة التكلفة، ما يجعلها شديدة الحساسية لأي زيادات في الرسوم الجمركية.

وول مارت، التي تقدم مزيجًا كبيرًا من المنتجات الرخيصة، قد تضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة إما بتمرير التكاليف الزائدة إلى المستهلك، مما يؤثر على حجم المبيعات، أو امتصاصها على حساب هامش الربح، وستكون الربحية تحت الضغط.

أما “دولار تري”، فهي تعمل ضمن نموذج يعتمد على الأسعار الثابتة ما يصعب عليها تعديل الأسعار، ويجعلها أكثر هشاشة أمام هذه النوعية من الأزمات.

التكيف هو الخيار

الرسالة الرئيسية من هذه التطورات أن الشركات التي لم تبدأ بعد في تنويع سلاسل التوريد تواجه مخاطرة حقيقية في حال استمرت السياسات الجمركية العدوانية، والتأثير قد لا يكون كبيرا على المدى القصير، لكنه مع مرور الوقت قد يؤدي إلى إعادة هيكلة كبيرة في السوق.

اللاعبون الكبار مثل نايكي وأديداس أظهروا وعيًا مبكرًا بأهمية هذا التحول، أنهم الأكثر قدرة على الاستمرار دون تضرر كبير، أما الشركات التي لم تستثمر بعد في بدائل إنتاجية، فقد تجد نفسها مضطرة للتضحية بجزء من أرباحها أو حصتها السوقية، ما لم تتخذ خطوات سريعة لتغيير استراتيجياتها التشغيلية.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى