اخبار عربية ودولية

الجيش الإسرائيلي: هذه الحرب أصبحت «وجودية» ولن تكون سريعة



غيّر الجيش الإسرائيلي تقديراته قائلاً إنه من غير الواضح إلى متى ستستمر الحرب، بعدما كان قد أكد في بداية المواجهة مع إيران، أن العملية العسكرية ستنتهي خلال أسبوعين على أقصى تقدير. وأعلن إيفي ديفرين الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، أن «هذه ليست حرباً سريعة تنتهي في 6 أيام، فهناك أهداف أخرى يجب تحقيقها».

وأضاف: «هناك تهديد وجودي يجب القضاء عليه، لذلك نعدّ لحملة طويلة الأمد، ولن نتوقف عن القتال، ولن نتوقف عن مهاجمة إيران حتى نحقق هدفنا؛ وهو القضاء على هذا التهديد الوجودي».

وجاءت تصريحات ديفرين في محاولة لتوضيح تصريحات لرئيس الأركان، إيال زامير، التي قال فيها إن على الإسرائيليين الاستعداد لـ«حملة طويلة» ضد إيران من أجل «القضاء على تهديد بهذا الحجم»، مشيراً إلى أن إنهاء الحملة بسرعة أمر غير مرجح.

وقال زامير في بيان مصور: «نحن نستعد لمجموعة من التطورات المحتملة. لقد شرعنا في الحملة الأكثر تعقيداً بتاريخنا، وأطلقنا هذه الحملة من أجل القضاء على تهديد بهذا الحجم ضد عدو كهذا، الأمر الذي يتطلب الاستعداد لحملة طويلة».

وأضاف: «الجيش مستعد لذلك، ومع مرور كل يوم تتسع حرية تحركنا، بينما تضيق حرية تحرك العدو. فالحملة لم تنتهِ بعد على الرغم من أننا حققنا نتائج مهمة، إلا أن أياماً صعبة لا تزال تنتظرنا، ويجب أن نظل يقظين ومتحدين حتى تكتمل المهمة».

تقديرات جديدة

وعلّقت مصادر على تغيير التقديرات الإسرائيلية، بقولها إن تصريحات الجيش الإسرائيلي الأخيرة أكدت أنه أدرك أن تقديراته السابقة حول عملية سريعة في إيران كانت خاطئة، وأصبح الآن يعتبر حربه مع إيران «حرباً وجودية».

وفي هذا الصدد، قالت «القناة 12» الإسرائيلية إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أدركت الآن فقط أن الحملة العسكرية ضد إيران ستستغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً عندما شنت الحرب على إيران.

وكان مسؤولون في الجيش الإسرائيلي قد أكدوا مع بداية الحرب، أن أهداف الحملة ستتحقق في غضون أسبوع أو أسبوعين، على أقصى تقدير.

ورجّح البعض أن يكون هذا التغيير في الموقف الإسرائيلي مرتبطاً بتصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأنه سيستغرق ما يصل إلى أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب، وربما تنتظر إسرائيل الآن قرار ترمب، لأنها تعدّه مصيرياً من حيث مدة وكيفية إنهاء المواجهة العسكرية.

وقالت أيضاً «القناة 13» الإسرائيلية إنه بعد أسبوع على الحرب ينتظر الإسرائيليون انضمام الرئيس الأميركي إلى الحملة، ويشعرون بقربها، وفقاً للتقييمات التي خلصت إليها مناقشات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، والتي شملت مشاورات مع وزير دفاعه يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، بالإضافة إلى مسؤولين أميركيين كبار.

انتظار ترمب

ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين، من المتوقع أن ينضم ترمب إلى الحملة ما لم يحدث تقدم كبير على الصعيد الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وإيران، لكن هذا التقدم لا يبدو واضحاً في الأفق.

وبحسب «القناة 13»، فإن إسرائيل تريد انضمام الولايات المتحدة من أجل تحقيق الأهداف الأربعة الموضوعة للحملة؛ وهي إلحاق ضرر كبير بالبرنامج النووي الإيراني، وإلحاق ضرر كبير أيضاً ببرنامج الصواريخ وبالمحور الشيعي، لتهيئة الظروف لإحباط البرامج النووية والصاروخية على المدى الطويل عبر الوسائل الدبلوماسية.

وقالت القناة ذاتها إن البند الأخير هو الأكثر إثارة للاهتمام، ويشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية عندما وافقت على العملية، وشرعت في هذه الخطوة من الناحية العسكرية، كانت تعلم أن هذا الحدث لا يمكن أن يكون فعالاً ومهماً إلا عندما يتم توقيعه باتفاق سياسي.

وتعتقد إسرائيل أن انضمام الولايات المتحدة سيسرع هذا الاتفاق، لكن أيضاً إذا لم تنضم واشنطن، فلن تتوقف إسرائيل، وستواصل الهجوم على إيران.

وقال المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، إن مسؤولين إسرائيليين قالوا له: «إذا لم يهاجم الأميركيون منشأة فوردو النووية، أو إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يتضمن تفكيك أجهزة الطرد المركزي في الموقع وإزالتها من إيران، فسيتولى الجيش (الإسرائيلي) هذه المهمة».

مصير منشأة فوردو

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على الخطط والقدرات قوله: «إذا احتجنا إلى ذلك، فيمكننا أيضاً التعامل مع فوردو بأنفسنا».

وأكد المصدر أن الخوف الكبير، سواء على المستوى السياسي، أو في الجيش أو «الموساد»، هو من حرب استنزاف طويلة وغير مجدية عملياً، والتي ستستمر دون مرحلة دبلوماسية أخيرة.

وأضاف أنهم بإسرائيل «يأملون في أن ينضم ترمب إلى الهجوم، لأن الولايات المتحدة قادرة على تدمير منشأة فوردو بواحدة أو اثنتين من قاذفات بي-2، التي تحركت بالفعل، وزيادة معدل تدمير مئات الأهداف التي لا تزال في بنك الأهداف الإسرائيلي.

وبهذه الطريقة، يمكن تقصير مدة القتال بشكل كبير وتقليل مقدار الخسائر والدمار في الجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل كبير، وكذلك تقليل خطر وقوع كارثة لقوات الأمن في الميدان».



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى