تراجعات واسعة تضرب أسهم التكنولوجيا الأمريكية.. وشركة وحيدة تخالف الاتجاه

سادت حالة من التراجع الواسع النطاق في آخر جلسات التداول الأسبوعية بأسواق الأسهم الأمريكية، حيث انخفضت معظم أسهم عمالقة التكنولوجيا ضمن قائمة “الأكثر نشاطًا”، بينما خالفت شركة واحدة فقط الاتجاه وسجلت ارتفاعًا طفيفًا، ما يعكس تقلبات الأسواق العالمية وتباين التوقعات.
Palantir تخالف الاتجاه
في مشهد هيمنت عليه الأرقام الحمراء، برز سهم Palantir Technologies (PLTR) كالنقطة الخضراء الوحيدة في قائمة الأكثر تداولًا، محققًا ارتفاعًا بنسبة +0.83% ليغلق عند 123.31 دولارًا، ويُعزى هذا الأداء الإيجابي إلى استمرار الاهتمام المؤسسي بتقنيات الذكاء الاصطناعي الدفاعي وتحليلات البيانات التي تقدمها الشركة، ما يفتح لها المجال للاستفادة من عقود حكومية جديدة في وقت تعيد فيه الدول ترتيب أولوياتها الرقمية والأمنية.
انخفاض ملحوظ في أسهم كبرى الشركات
في المقابل، شهدت أسهم آبل (AAPL) تراجعًا قويًا بنسبة -3.02% لتغلق عند 195.27 دولارًا، وهو من بين أكبر الخسائر اليومية للسهم هذا الشهر، ويعكس هذا التراجع قلق المستثمرين من تباطؤ مبيعات أجهزة الشركة في ظل تصاعد المنافسة، لا سيما من المصنعين الآسيويين، بالإضافة إلى تزايد الضغوط على سلاسل التوريد العالمية.
أما سهم MicroStrategy (MSTR)، المعروف بارتباطه الكبير بسوق العملات الرقمية، فقد خسر -7.50% من قيمته ليهبط إلى 369.51 دولارًا، متأثرًا بتقلبات البيتكوين، وهو ما يجعل السهم مرآة حادة لتحركات الأصول الرقمية أكثر من كونه ممثلًا تقليديًا لقطاع التكنولوجيا.
وواصل سهم تسلا (TSLA) تراجعه مسجلًا انخفاضًا بنسبة -0.50% عند 339.34 دولارًا، في وقت تتصاعد فيه الشكوك حول الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، خاصة في الصين وأوروبا، وتنامي الضغوط التنظيمية أما سهم إنفيديا (NVDA) فقد هبط بنسبة -1.16% ليصل إلى 131.29 دولارًا، وهو ما يمثل انعكاسًا محدودًا لتصحيح فني بعد موجة صعود تاريخية، رغم استمرار الزخم حول تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تقود الشركة.
مايكروسوفت (MSFT) تراجعت بنسبة -1.03% إلى 450.18 دولارًا، في ظل ترقب الأسواق لأي مؤشرات جديدة حول نمو خدمات Azure والحوسبة السحابية، أما أمازون (AMZN) خسرت -1.04% مغلقة عند 200.99 دولارًا، متأثرة بالتحولات في سلوك المستهلكين وارتفاع تكاليف التشغيل، وألفابيت A (GOOGL) انخفضت بنسبة -1.40% إلى 168.47 دولارًا، رغم التفاؤل المحيط بنمو إيرادات يوتيوب وخدمات البحث، ما يشير إلى عمليات جني أرباح بعد أداء قوي في الأسابيع الماضية.
تحليل الأداء
يظهر من هذا التراجع شبه الجماعي أن المستثمرين يتعاملون بحذر مع أسهم التكنولوجيا الثقيلة في ظل تزايد الترقب لقرارات الاحتياطي الفيدرالي، وتحركات أسعار الفائدة، والمخاوف من تباطؤ النمو العالمي، وبينما تظل التقييمات الحالية مغرية نسبيًا لبعض المستثمرين، فإن غياب مفاجآت إيجابية في نتائج الأعمال يجعل السوق أكثر عرضة للتصحيح.