اتفاق أرمينيا وأذربيجان يمنح واشنطن السيطرة على ممر حدودي مع إيران

ذكرت صحيفة الغارديان أن إيران أعربت عن قلقها من استبعادها من إعلان رعاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين أذربيجان وأرمينيا، وُقع في واشنطن، ويقرب البلدين من إنهاء 35 عاماً من العداء، مع منح كونسورتيوم أمريكي خاص حق السيطرة على ممر استراتيجي على حدود إيران.
ممر استراتيجي على حدود إيران
يمر الممر عبر جنوب أرمينيا ليربط أذربيجان بجيبها ناختشيفان، وهو مطلب قديم لباكو. وسيعمل تحت السيادة الأرمنية عبر عقد إيجار لمدة 99 عاماً لصالح الكونسورتيوم الأمريكي، ما يغيّر موازين القوى في المنطقة. واعتبر بعض المعلقين الإيرانيين أن الاتفاق يمثل “خنقاً جيوسياسياً لإيران”.
ضربة لنفوذ روسيا
أوضحت الغارديان أن السيطرة على هذا الممر كانت العقبة الأكبر أمام إبرام اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان، مشيرة إلى أن الاتفاق يمثل ضربة إضافية لنفوذ روسيا المتراجع، مع توجه رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان نحو الغرب والاتحاد الأوروبي. وتبدو موسكو، التي تحتفظ بقاعدة عسكرية في أرمينيا، عاجزة عن مواجهة المبادرة الأمريكية بسبب انشغالها في أوكرانيا.
الموقف الرسمي الإيراني
ونقلت الصحيفة عن بيان لوزارة الخارجية الإيرانية تأكيده أن إنشاء شبكات اتصال في المنطقة يجب أن يتم وفق المصالح المتبادلة واحترام السيادة وسلامة الأراضي، و”دون تدخل أجنبي”. كما وصفت تصريحات عباس موسوي، السفير الإيراني السابق في باكو، تدخل ترامب المباشر بأنه “مثير للاهتمام، مهين وخطير”.
خيارات محدودة أمام طهران
رغم اعتراضها، تقول الغارديان إن إيران لا تملك الكثير لوقف اتفاق تراه واشنطن ويراه الطرفان مفيداً لمصالحهم. وتخشى طهران أن يؤدي تنفيذ المشروع، الذي طُرح لأول مرة خلال إدارة بايدن، إلى وجود أمريكي دائم على حدودها، ما قد يحد من وصولها إلى البحر الأسود وأوروبا عبر جورجيا.
خلفية النزاع و”طريق ترامب”
أشارت الصحيفة إلى أن النزاع بين أرمينيا وأذربيجان يعود إلى أواخر الثمانينيات حول إقليم ناغورني قره باغ. وفي 2023 استعادت أذربيجان السيطرة الكاملة عليه، ما دفع معظم سكانه الأرمن إلى النزوح. وينص الاتفاق الجديد على منح كونسورتيوم أمريكي السيطرة على ممر بطول 20 ميلاً، سيُطلق عليه اسم “طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي”، ويضم طرقاً وسككاً حديدية وخطوط طاقة وأليافاً بصرية.
انعكاسات اقتصادية إقليمية
تقول الغارديان إن الاتفاق قد يسهم في فتح الحدود بين أرمينيا وتركيا ودمجها في مشروع “الممر الأوسط” للتجارة بين أوروبا والصين، متجاوزاً روسيا وإيران، وهو ما تعتبره القيادة الأرمينية فرصة اقتصادية مهمة لبلدها المحاصر برياً.
شروط سياسية وتحديات
كما لفتت الصحيفة إلى أن الجانبين اتفقا على حل نزاعات حدودية أخرى، لكن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف اشترط تعديل الدستور الأرميني لإزالة “ادعاءات إقليمية لا أساس لها” ضد بلاده. ومن المقرر إجراء استفتاء على الدستور عام 2027، لكن الإصرار على هذا الشرط قد يزيد التوتر الداخلي في أرمينيا.