اخبار عربية ودولية

أغلى عملة في العالم.. كيف حافظت على الصدارة منذ نحو 5 عقود؟


يُعد الدينار الكويتي العملة الأعلى قيمة عالميًا، حيث يتجاوز سعر صرفه 3.30 دولار أمريكي، وتعود هذه القوة إلى الفائض التجاري الكبير الناتج عن صادرات النفط، والسياسات النقدية الحذرة التي يتبعها بنك الكويت المركزي.

كما أن ربط الدينار بسلة عملات وليس بالدولار فقط يمنحه استقرارًا إضافيًا، إلى جانب انخفاض عدد السكان مما يقلل من الضغوط التضخمية.

لماذا الدينار الكويتي أغلى عملة؟

يُعد الدينار الكويتي أغلى عملة في العالم من حيث القيمة الاسمية مقابل الدولار الأمريكي، ويعكس هذا السعر المرتفع مزيجًا من العوامل الاقتصادية والنقدية الفريدة التي تميز الكويت، وتعتمد قوة الدينار على الفائض التجاري الكبير الناتج عن صادرات النفط، وهو ما يوفر تدفقات ضخمة من العملات الأجنبية تدعم استقرار الاقتصاد الوطني.

وتتبع الكويت سياسة نقدية متحفظة من خلال بنكها المركزي، الذي يربط الدينار بسلة من العملات العالمية بدلًا من الدولار فقط، ما يمنحه مرونة أكبر في مواجهة التقلبات الاقتصادية العالمية، وإضافة إلى ذلك، يحتفظ البلد بأحد أكبر الصناديق السيادية في العالم واحتياطيات مالية ضخمة تعزز الثقة في العملة المحلية وتحد من الضغوط التضخمية.

وتُسهم تلك الاستراتيجية المالية المتماسكة في الحفاظ على قوة الدينار على مدى عقود، إلى جانب أن الوحدة النقدية للدينار تتكون من 1000 فلس، ما يجعله يتمتع بقيمة اسمية أعلى مقارنة بمعظم العملات العالمية.

وتُعد هذه السياسة ملائمة لنمط الاقتصاد الكويتي القائم على استيراد معظم السلع، إذ تُبقي على القوة الشرائية للمواطن وتحميه من تقلبات الأسعار العالمية، وعلى الرغم من أن ارتفاع قيمة العملة قد لا يكون مثاليًا لتحفيز الصادرات، فإن الحكومة الكويتية تعتمد على استقرار العملة كوسيلة لتعزيز الاستهلاك المحلي وجذب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما يعزز من مكانة الدينار كرمز اقتصادي قوي.

أغلى عملة في العالم.. كيف حافظت على الصدارة منذ نحو 5 عقود؟

play icon

ويعد الدينار الكويتي منذ سبعينيات القرن الماضي الأغلى عالميًا من حيث القيمة الاسمية مقابل الدولار الأمريكي، وهي مكانة رسّخها عبر سياسات نقدية دقيقة ومرنة.

وبدأت رحلة الدينار في عام 1960 حين أُصدر لأول مرة ليحل محل الروبية الخليجية، وارتبط في البداية بالجنيه الإسترليني، وفي 1975، اتخذ بنك الكويت المركزي قرارًا استراتيجيًا بربط العملة بسلة من العملات العالمية، مما أتاح لها مقاومة تقلبات الأسواق العالمية، وعزز استقرارها وقيمتها.

ولفترة قصيرة بين 2003 و2007، تم ربط الدينار بالدولار الأمريكي، لكن في مايو 2007 عادت الكويت إلى سياسة الربط بسلة عملات، معززة بذلك مرونة الدينار واستقلاله النسبي عن تذبذبات الدولار.

منذ ذلك الحين، حافظ الدينار على سعر صرف يتجاوز 3 دولارات أمريكية، متفوقًا على جميع العملات الأخرى من حيث القيمة الاسمية.

ويعكس هذا التماسك قوة الاقتصاد الكويتي، خاصة في ظل فوائض مالية ناتجة عن صادرات النفط وامتلاك أحد أكبر الصناديق السيادية عالميًا، إلى جانب سياسة مصرفية تعتمد الحذر والانضباط النقدي.

ذلك التراكم التاريخي من الاستقرار والاحتياطيات منح الدينار موضعه كرمز للعملة المستقرة في الخليج والمنطقة عمومًا، رغم أن الكويت لا تعد من أكبر الاقتصادات من حيث الحجم، إلا أن عملتها حافظت على موقعها في القمة لعقود من الزمن.

أغلى 5 عملات في العالم 4 منها عربية

الدينار البحريني

ويأتي الدينار البحريني في المرتبة الثانية بعد الدينار الكويتي بقيمة تقارب 2.65 دولار أمريكي، ويتميز بثباته نتيجة ربطه بالدولار الأمريكي منذ عقود، واستقرار النظام المالي في البحرين رغم التحديات الاقتصادية، كما أن القطاع المصرفي المتطور في المملكة يعزز من ثقة المستثمرين في العملة، إلى جانب اعتماد البحرين على مزيج من النفط والخدمات المالية.

الريال العُماني

يبلغ سعر صرف الريال العُماني نحو 2.60 دولار أمريكي، ويُعرف بقيمته العالية واستقراره منذ عام 1986، ويعود ذلك إلى ربطه الثابت بالدولار الأمريكي، واتباع سلطنة عمان لسياسات مالية متحفظة، كما أن الاحتياطيات النفطية الكبيرة، إلى جانب جهود التنويع الاقتصادي، تساهم في دعم الريال والحفاظ على قوته.

الدينار الأردني

يُقدّر الدينار الأردني بنحو 1.41 دولار أمريكي، ويُعد من العملات القليلة المرتبطة بالدولار بسعر صرف ثابت رغم محدودية الموارد الطبيعية، وتستمد العملة قوتها من الاستقرار النقدي الذي يفرضه البنك المركزي الأردني، والدعم الدولي المستمر للاقتصاد الأردني، إلى جانب شبكة تحويلات المغتربين التي تعزز من تدفقات العملات الأجنبية.

الجنيه الإسترليني

يُعتبر الجنيه الإسترليني أقدم عملة لا تزال متداولة، وتبلغ قيمته حوالي 1.27 دولار أمريكي، ويتمتع بقوة تاريخية نابعة من مكانة المملكة المتحدة الاقتصادية، والاستقلال النقدي لبنك إنجلترا، ورغم التحديات مثل البريكست والتضخم، لا يزال الجنيه يحافظ على مكانته كعملة احتياطية عالمية.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى