عوامل نفسية وعضوية.. أسباب عدم القدرة على البكاء

يمتلك الإنسان طيفاً واسعاً من المشاعر والعواطف، وتتأثر حالته النفسية بالمواقف اليومية التي يمر بها أو يشاهدها، فالمشاعر جزء فطري من الطبيعة البشرية، ومن بين هذه المشاعر البكاء والضحك، ويُعد استجابة طبيعية للحزن أو الألم، سواء كان جسديًا أو نفسيًا.
كما قد يكون ناتجًا عن الخوف أو حتى الفرح الشديد، مما يُظهر مدى تعقيد النفس البشرية وتنوع انفعالاتها عادةً ما يكون البكاء مصحوبًا بسيلان الدموع، لكنه في بعض الحالات يغيب تمامًا، رغم شعور الشخص بالحزن أو الضيق، وكأنه مفصول عن مشاعره هذا السلوك غير طبيعي، وله أسباب مختلفة سنتناولها خلال السطور التالية.
سبب عدم القدرة على البكاء
أولًا: الأسباب النفسية
من أبرز العوامل النفسية التي قد تمنع الإنسان من البكاء، هي القناعات المرتبطة بالنوع الاجتماعي، أي كونه رجلًا أو امرأة فهناك اعتقاد سائد بأن البكاء حكر على النساء، في حين يُنظر إليه كعلامة ضعف إذا صدر عن الرجال، هذه النظرة المجتمعية تخلق حاجزًا نفسيًا لدى بعض الرجال، يمنعهم من البكاء حتى في أشد حالات الحزن، ويتحول ذلك لاحقًا إلى حالة نفسية مزمنة.
كبت المشاعر بهذا الشكل لا يُؤثر فقط نفسيًا، بل قد يؤدي إلى أمراض عضوية، لأن البكاء يُعد وسيلة لتفريغ التوتر والتخلص من السموم التي يفرزها الجسم أثناء الانفعال.
ومن الأسباب النفسية أيضًا التعرض المستمر لصدمات أو مواقف حزينة، مما يؤدي إلى ما يُعرف بالخدر العاطفي حيث يدخل الشخص حينها في حالة اكتئاب حاد، تنعدم فيها ردود الفعل تجاه المواقف، ويفقد معها القدرة على التفاعل مع محيطه، بما في ذلك البكاء، حتى وإن كان الموقف يستدعي ذلك.
ثانيًا: الأسباب العضوية
إلى جانب العوامل النفسية، توجد أسباب عضوية قد تُعيق القدرة على البكاء، منها:
أمراض العين، مثل وجود ماء على العين، ما يُعيق إفراز الدموع.
الجفاف، حيث يفقد الجسم قدرته على إنتاج الدموع بسبب نقص السوائل.
الخلل الهرموني، والذي قد يؤثر بشكل كبير على المشاعر والاستجابات العاطفية، ومن بينها البكاء.