أرناوتوفيتش يفي بوعده: انتقال عاطفي إلى ريد ستار بلجراد وفاءً لميهايلوفيتش

في مشهد إنساني تجاوز كل الحدود الكروية، أعلن ماركو أرناوتوفيتش انضمامه رسميًا إلى نادي ريد ستار بلجراد خلال سوق الانتقالات الصيفية 2025، وفاءً بوعد قطعه للمدرب الراحل سينيسا ميهايلوفيتش، صديقه ومعلمه الذي رحل عن الحياة قبل ثلاث سنوات بعد معركة شرسة مع مرض السرطان.
لماذا اختار أرناوتوفيتش ريد ستار بلجراد؟
خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم لتقديمه في العاصمة الصربية بلجراد، بدا التأثر الشديد واضحًا على وجه ماركو أرناوتوفيتش، حيث لم يتمالك نفسه أمام الكاميرات، وانهارت دموعه لحظة تذكُّره للسبب الحقيقي وراء تلك الخطوة. فقد أوضح مهاجم إنتر ميلان وبولونيا السابق أنه اتخذ قراره بالعودة إلى الجذور من بوابة الفريق الذي عشقه المدرب الراحل، تنفيذًا لوعد شخصي قطعه على نفسه منذ رحيله في ديسمبر 2022.
وقال أرناوتوفيتش بتأثر شديد: «لقد وعدته أن ألعب يومًا ما في ريد ستار بلجراد… وقد وصلت الآن»، مضيفًا أن المفاوضات لم تستغرق سوى ساعة واحدة فقط، إذ لم يكن يطمح لأكثر من تحقيق هذا الحلم الذي ظل حيًا بداخله.
أرناوتوفيتش وميهايلوفيتش.. علاقة تتجاوز المستطيل الأخضر
عرفت علاقة ماركو أرناوتوفيتش بسينيسا ميهايلوفيتش خصوصية استثنائية خلال فترة عملهما في بولونيا، إذ لم تقتصر على علاقة تقليدية بين مدرب ولاعب، بل تحولت إلى رابطة إنسانية عميقة، امتزج فيها التقدير المهني بالعاطفة العائلية. وصف ماركو مدربه الراحل بأنه كان بمثابة «الأخ والأب والمرشد الروحي»، وهو ما يفسر حجم التأثر الذي طغى على كلماته خلال المؤتمر.
تحدث ماركو أيضًا عن اللحظات العاطفية التي سبقت توقيعه للنادي، قائلًا: «لقد بكيت في الأيام الماضية أكثر مما بكيت في حياتي كلها»، مؤكدًا أنه تواصل مع عائلة ميهايلوفيتش قبل إتمام الصفقة، وقد عبّر أفرادها عن سعادتهم الغامرة وشكرهم لتلك اللفتة النبيلة.
خطوة إنسانية تتجاوز حدود الاحتراف
لم يكن انتقال ماركو أرناوتوفيتش إلى ريد ستار بلجراد مجرد صفقة رياضية أو خيار مهني، بل تجسيدًا حيًا لمعنى الوفاء في عالم الكرة. وأثبت النجم النمساوي ذو الأصول الصربية أن كرة القدم ليست فقط أرقامًا وأهدافًا، بل هي مشاعر وارتباطات إنسانية تخلد أصحابها في ذاكرة الجماهير والتاريخ.
وبهذا الانتقال العاطفي، يفتح أرناوتوفيتش صفحة جديدة في مسيرته الكروية، لكنها تحمل في طياتها عمقًا وجدانيًا يصعب نسيانه، ويعيد التأكيد على أن الوعود الصادقة لا تسقط بالتقادم، بل تجد طريقها دائمًا إلى التحقيق حين يكون القلب دليلاً.